[الإجماع على أن الإمام السابق قائم مقام النبي]
  يسلمون أنهم يجهلون خطاب الله [تعالى(١)] وخطاب رسوله مع كونهم من صميم العرب الذي نزل القرآن بلسانهم، ولا يسلمون أنهم يجهلون ما هو من أهم أصول الدين وفروضه مع كونهم من أفاضل الصحابة.
  ومن المعلوم عقلاً وشرعاً أن المعصية تعظم على قدر عظم معرفة من أقدم عليها بما يجب له وعليه، ولا يجتمع لمنصف من المتشيعين أن يعتقد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِقد بين للمشائخ ما أمره الله بتبليغه إليهم وأن يعتقد أن المشائخ لم يفهموا بيانه وتقديمه(٢) لعلي # قولاً وفعلاً، مع ما في ذلك من إبطال حجة التبليغ والبيان، وإثبات حجة أهل الرفض والعصيان.
  ومما يؤيد ذلك: قول أمير المؤمنين # في خطبته المعروفة بالموضحة ذات البيان: (إنا أهل البيت قوم شيد الله فوق بناء قريش بناءنا، وأعلى فوق رؤوسهم رؤوسنا، اختارنا دونهم، واصطفانا عليهم بعلمه؛ فنقموا على الله أن اختارنا، فسخطوا(٣) ما رضيه، وأحبوا ما كرهه).
  وقوله فيما حكي عنه في كتاب نهج البلاغة: (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا).
  وقوله فيه: (حتى إذا مضى الأول لسبيله أدلى بها إلى غيري بعده؛ فيا عجباً، بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقد بها لآخر بعد وفاته)، وأشباه ذلك مما تقدم ذكر بعضه.
[الإجماع على أن الإمام السابق قائم مقام النبي]
  وأما إجماع العترة في المسألة الثالثة: على أن الإمام السابق قائم مقام النبي ÷ فيما يجب له وعليه؛ فإنما(٤) أجمعوا على ذلك لأجل أن الله سبحانه
(١) زيادة من نخ (ب).
(٢) نخ (ب): وتقديم.
(٣) في (ب): وسخطوا.
(٤) نخ (ب): وإنما.