مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الأول: الكلام في الذات]

صفحة 254 - الجزء 1

[الموضع الثالث: الكلام في الصانع تعالى، وما يستحق من الصفات لذاته أو لفعله]

  وأما الموضع الثالث: وهو الكلام في الصانع تعالى وما يستحق من الصفات لذاته أو لفعله؛ فهو ينقسم على أربعة فصول: الأول: في الذات، والثاني: في صفات الذات، والثالث: في الإرادة، والرابع: في الإدراك.

[الفصل الأول: الكلام في الذات]

  أما الأول: فمذهب العترة أن قول القائل: ذات الباري عبارة تفيد الإخبار عنه سبحانه على الجملة، من غير توهم مشاركة ولا مجانسة بينه سبحانه وبين غيره، ومعنى ذلك عندهم كمعنى قوله سبحانه: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}⁣[آل عمران: ٢٨]، وقوله سبحانه: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}⁣[البقرة: ١١٥]، أي: فثم الله، بمعنى أنه لا يخفى عليه شيء من أمرهم؛ فذاته سبحانه هي هو، وكذلك نفسه ووجهه، وهو سبحانه ليس بجنس فيوصف بأنه⁣(⁣١) مشارك لغيره.

  ومذهب بعض المعتزلة أن لفظ «ذات» اسم جنس، يشترك فيه ذات الباري سبحانه وذوات الجواهر⁣(⁣٢) وذوات الأعراض، ولا يقع الفرق بينها إلا بأمور زائدة، ويحتجون على ذلك بما يجمعها من الحد المنطقي الذي زعموا أنه مركب من جنس وفصل، وأنه يجمع ويمنع، وينعكس ويطرد⁣(⁣٣)، وهو قولهم: حقيقة الذات: هو ما يصح العلم به والخبر عنه بانفراده، واحترزوا بذكر الانفراد عن الصفات التي زعموا أن الذوات تعلم عليها ولا تعلم بانفرادها⁣(⁣٤).

  والذي يدل على صحة مذهب العترة وبطلان مذهب المعتزلة أمور:


(١) نخ (ب): أنه.

(٢) في (ب): وذات الجوهر.

(٣) نخ (ب): ويطرد وينعكس.

(٤) في (ب): على انفرادها.