مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الأول: الكلام في الذات]

صفحة 255 - الجزء 1

  منها: أنه قد ثبت بأدلة العقل والسمع أن الله سبحانه⁣(⁣١) واحد ليس كمثله شيء، ولا له كفؤ ولا ند ولا شريك، وأنه لا يحاط به علماً، ولا يجوز توهمه، ولا تصوره، ولا تكييفه، ولا قياسه، ولا التفكر فيه، ولا يصح أن يجاب من سأل عن ذاته بمثل ما يجاب به من سأل عن ذات غيره.

  ومنها: أن القول بالمشاركة في الذاتية قول مبدع متكلف، ليس بمفروض ولا معقول ولا مسموع، وكل مُبْدَع في الدين فهو باطل.

  ومنها: أن المشاركة والجنس والنوع من خصائص [أوصاف⁣(⁣٢)] المحدثات التي لا يجوز إضافتها إلى الله سبحانه؛ لما فيها من لزوم التشبيه.

  ومنها: أن ذات الباري سبحانه هي نفسه، ونفسه هي هو، ولا يجوز⁣(⁣٣) أن يوصف سبحانه بأنه مشارك في نفسه؛ لعدم الفرق بين المشاركة في الذاتية والمشاركة في النفسية.

  ومنها: أنه لا فرق في اللغة بين المشاركة في الذاتية والمماثلة فيها، وقد ثبت بالدليل أنه لا مثل له سبحانه؛ فكذلك⁣(⁣٤) يجب أن يكون لا مشارك له.

  ومنها: أن لفظ ذات قد يُعبَّر به⁣(⁣٥) عن الشيء جملة، كما يقال: فعل فلان كذا بذاته، أي: فعله هو، وقد يعبر به عن محل العرض، فيقال: ذات الجسم وعرضه، وكل لفظ عبر به عن معنيين مختلفين فليس باسم جنس يصح فيه الاشتراك.

  ومنها: أن تحديدهم لذات الباري سبحانه بالحد الذي زعموا أنه مركب من جنس وفصل لم يتضمن إلا نفس حكاية مذهبهم الذي ابتدعوه لفظاً ومعنى، ومجرد الحكاية لا يصح أن يكون دليلاً على صحة المحكي؛ فلذلك فإنه ما من دعوى باطلة


(١) نخ (ب): تعالى.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) نخ: ولا يصح.

(٤) نخ (ب): وكذلك.

(٥) نخ (ب): بها.