مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الثاني: الكلام في صفات الذات]

صفحة 261 - الجزء 1

  ولقول النبي ÷: «تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله».

  وقوله: «تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق».

  وقول⁣(⁣١) أمير المؤمنين #: «من فكر في الصنع وحد، ومن فكر في الصانع ألحد».

  وثالثها: تناقض أقوالهم في كثير من ذلك، وكل متناقض فهو باطل.

  مثال ذلك: قولهم: إن الصفات لا توصف، ونقضهم لذلك بوصفهم لبعضها بالأزل، ولبعضها بالتجدد.

  وكذلك قولهم: إنها لا تغاير، نقضوه بجعلهم لبعضها مُقْتَضِياً وبعضها مُقْتَضىً، وكل مذكورين على هذا الوجه فإنه يجب أن يكون أحدهما غير الآخر.

  ومن جملة المناقضة: وصفهم لها بأنها لا شيء ولا لا شيء، وأنها زائدة على الذات وليست غيرها، وأشباه ذلك.

  ورابعها: تحريفهم لمعاني كثير من الألفاظ التي لا فرق (بين معانيها⁣(⁣٢)) لا لغة ولا عرفاً، نحو الأمر والشيء، والزائد والغير، والقدم والأزل، والحدوث والتجدد، وأشباه ذلك مما توصلوا بتحريفهم لمعانيه المعقولة إلى أن يعبروا به عما لا يعقل، مع كونهم غير مفوضين، ولا حكماء، ولا معصومين عن الدخول في زمرة من ذمهم الله سبحانه على تحريفهم للكلم عن مواضعه.

  وخامسها: إثباتهم لأمور متوسطة بين النفي والإثبات، نحو قولهم⁣(⁣٣): لا شيء ولا لاشيء، وكون ذلك محالاً مما يعلم ضرورة، كما يعلم ضرورة أَنَّ قَوْلَ من يقول: زيدٌ لا في الدار ولا في غيرها محالٌ.


(١) نخ (ب): ولقول.

(٢) في (ب): بينها.

(٣) نخ (ب): قوله.