[الفصل الرابع: الكلام في الإدراك]
  وقول جعفر بن محمد الصادق # في كتاب الإهليلجة: (إنما تسمى تعالى سميعاً بصيراً لأنه لا يخفى عليه شيء).
  وقول محمد بن القاسم # في كتاب الشرح والتبيين: (إنما عنى بقوله تبارك وتعالى «سميع بصير»: الدلالة لخلقه على دركهم، وعلمه لأصواتهم التي إنما يعقلون دركها عندهم بالأسماع، وأنه مدرك عالم بجميع أشخاصهم وهيئاتهم، وصورهم وألوانهم، وصفاتهم وحركاتهم، التي إنما يعقلون دركها بالعيون والأبصار؛ إذ درك(١) المخلوقين للأصوات والأشخاص بالأسماع والعيون، التي ربما كلت وتحيرت وأخطأت، وأدركت ظاهراً دون باطن وقصرت.
  ودرك الله تبارك وتعالى لهذا كله درك واحد، محيط بما ظهر وبطن، وبما بَعُدَ وقرب، وهو درك علمه الذي لا يفوته من المدركات شيء).
  وقول الهادي [إلى الحق(٢)] # في كتاب المسترشد: (معنى سميع هو عليم، والحجة على ذلك قول الرحمن الرحيم: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}[الزخرف: ٨٠]، والسر: فهو ما انطوت عليه الضمائر، وقوله: {بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ١٥}[آل عمران] يريد: عالم محيط بكل أمرهم، مطلع على خفي سرائرهم).
  وقوله في كتاب الديانة: (وهو السميع البصير، ليس سمعه غيره، ولا بصره سواه، ولا السمع غير البصر، ولا البصر غير السمع).
  وقول القاسم بن علي # في كتاب التجريد: (والله فعظيم الشأن، قوي السلطان، لم يزل مدركاً للأشياء قبل تكوينها، ولا فرق بين دركه لها بعد تكوينها ودركه لها قبل تكوينها).
  تم الكلام في الموضع الثالث
(١) نخ (أ): إدراك.
(٢) زيادة من نخ (أ).