مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الموضع الرابع: الكلام في العالم وصفات ذواته، وكيفية فنائه]

صفحة 270 - الجزء 1

[الموضع الرابع: الكلام في العالَم وصفات ذواته، وكيفية فنائه]

  وأما الموضع الرابع: وهو الكلام في العالم وصفات ذواته وكيفية فنائه فهو ينقسم على ستة فصول:

  الأول: في ذكر ذوات العالم وصفاتها على الجملة.

  والثاني: في ذكر تعلق العلم بالمعلوم.

  والثالث: في ذكر تعلق القدرة بالمقدور.

  والرابع: في ذكر ما ليس لله فيه تأثير، وما ليس هو له في الأزل بمعلوم.

  والخامس: في ذكر الجواهر.

  والسادس: في ذكر [كيفية⁣(⁣١)] فناء ذوات العالم.

[الفصل الأول: في الكلام في ذوات العالم وصفاتها على الجملة]

  أما الفصل الأول: وهو الكلام في ذوات العالم وصفاتها⁣(⁣٢) على الجملة فمذهب العترة: أن ذوات العالم هي أجسامها وصفاتها هي أعراضها، وأنه لا يصح العلم بانفراد ذوات العالم عن الأعراض، ولا العلم بانفراد الأعراض عن ذوات العالم، وأنه لا دليل في العقل ولا في السمع يدل على أن شيئاً سوى الله سبحانه ليس بجسم، أو صفة جسم لا توجد منفردة عن محل.

  ومذهب المعتزلة المقدم ذكرهم: أن ذوات العالم جواهر وأعراض يصح العلم بكل واحدٍ منها على انفراده، وأن صفاتها أمور زائدة عليها، لا توصف بأنها هي ولا غيرها، ولا شيء ولا لا شيء، ولا فرق عندهم⁣(⁣٣) في ذلك على الجملة بين الباري سبحانه وبين غيره؛ ولذلك حدوا الذوات كلها بحد واحد


(١) زيادة من نخ (أ).

(٢) في (ب): صفاته.

(٣) عندهم: من (س)