مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل السادس: الكلام في كيفية فناء ذوات العالم]

صفحة 283 - الجزء 1

  منها: كون أقوالهم [فيه⁣(⁣١)] متكلفة، غير معقولة ولا مسموعة ممن يجب قبول أخباره عن الغيب.

  ومنها: أن قولهم بفناء الجواهر إن أرادوا به مجرد ذواتها التي زعموا أنها قبل وجودها جواهر ثابتة فيما لم يزل فذلك باطل عندهم خاصة؛ لأنهم لا يجوزون خروجها عن كونها ذواتاً فيما لم يزل، ولا فيما⁣(⁣٢) لا يزال.

  وإن أرادوا به الصفة المتجددة التي هي الوجود فوصفها بأنها تفنى باطل؛ لأنها عندهم ليست بشيء ولا لا شيء.

  ومنها: جعلهم لفناء الجواهر موجَباً عن علة، ومنعهم من أن يكون الله - سبحانه - قادراً على إفناء بعض الجواهر دون بعض، وإنكارهم لفناء ما قد فني من ذوات الأمم الخالية والأجسام البالية.

  ومنها: جعلهم للفناء عرضاً موجوداً لا في محل، وهو محال على ما تقدم.

  ومنها: مضادتهم بين الجوهر⁣(⁣٣) والعرض بغير دليل معقول ولا مسموع.

  ومنها: إيجابهم لفناء الفناء لا لأمر.

  ومما يشهد بصحة هذه الجملة ويؤيدها من الكتاب: قول الله سبحانه: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧}⁣[الرحمن]، وأشباه ذلك مما يتضمن معنى الإفناء من الآيات التي ذكر فيها سبحانه التتبير والتدمير والهلاك للأمم التي أخبر أنه نفى عنها البقاء، ولا واسطة بين الفناء والبقاء.

  ومن السنة: قول النبي ÷: «اتقوا الله حق تقاته، واسعوا في مرضاته، وأيقنوا من الدنيا بالفناء، ومن الآخرة بالبقاء».

  وقوله ÷: «ليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت⁣(⁣٤)».


(١) زيادة من نخ (أ).

(٢) في (ب): وفيما.

(٣) نخ (ب): الجواهر.

(٤) في (ب): فأبقيت.