مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل السادس: الكلام في كيفية فناء ذوات العالم]

صفحة 284 - الجزء 1

  ومن أقوال الأئمة: قول أمير المؤمنين # المحكي عنه في كتاب نهج البلاغة: (مَنْ كثرت نعم⁣(⁣١) الله عليه كثرت حوائج الناس إليه؛ فمن قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم لله فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء).

  وقول المرتضى لدين الله # في جواب مسائل محمد بن إسحاق بن سوط الهمذاني: (وسألت عن قول الله سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ١٠٥}⁣[طه]، فقلت: ما معنى النسف؟ والنسف فهو الإبادة لها والإفناء).

  وقوله في جواب مسائل الطبريين: (وسألت عن قول الله سبحانه: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ٣١}⁣[المؤمنون]، فقلت: ما تأويل القرن؟ وذكرت أنه يقال عندكم: القرن: ثمانون سنة، والقرن: الْخَلَف الذي يكون بعد الأول الفاني، فأما ما يقال به من ثمانين سنة فليس ذلك بشيء؛ لأنا قد رأينا قوماً يزيدون على الثمانين في عصر واحد).

  وقول الحسين بن القاسم # في كتاب مهج الحكمة: (وسألت عن الفناء ما هو في نفسه؟ والفناء يخرج على وجهين: فناء الغيبوبة، وفناء البطلان، وسأبينهما لك إن شاء الله تعالى بأوضح البيان.

  فأما فناء البطلان: فهو فناء الأعراض، من ذلك: زوال العافية والأمراض، ومن ذلك: بطلان السكون والحركات، الذين هما حقيقة الساعات.

  وأما فناء الغيبوبة: فهو عرض حادث في الجسم عند افتراقه، وعند تفصله⁣(⁣٢) وانحراقه، ألا ترى أنك لو ألقيت قطرة من دم في البحر لتفرقت، ولما شوهدت بعد سقوطها ولا وجدت، وهي موجودة في البحر ما برحت، غير أنها غابت وافترقت، وأما فناء العرض فليس بمعنى).

  تم الكلام في الموضع الرابع


(١) في (ب): نعمة.

(٢) في (ب): نقصه.