مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الموضع الخامس: ذكر جملة من أصول مغالط المعتزلة التي أوهموا أنها أدلة]

صفحة 286 - الجزء 1

  وإجماع العترة بآرائهم في الإمامة وغيرها، وإلى أن يتفكروا في ذات الباري سبحانه وصفاته ونحو ذلك مما لا يجوز التفكر فيه.

  فطريق⁣(⁣١) النجاة من مغالطهم كلها على الجملة التمسك بمحكم الكتاب والسنة، والرد لكل مختلف فيه إلى أولي الأمر من أهلهما، وفي ترك المعارضة والمكابرة، والتعاطي والتجاوز للحدود.

  ومما يؤيد هذه الجملة من أقوال الأئمة مع ما تقدم:

  قول أمير المؤمنين # في وصيته لابنه الحسن #: (ودع القول فيما لا تعرف، والخطاب فيما لم تكلف، وأمسك عن طريق إذا خفت ضلاله؛ فإن الكفَّ عند حيرة الضلال خيرٌ من ركوب الأهوال).

  إلى قوله: (واعلم أي بني، أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله، والاقتصار على ما افترض الله عليك، والأخذ بما مضى عليه أولوك من آبائك، والصالحون من أهل بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم ذلك إلى الأخذ بما عرفوا⁣(⁣٢)، والإمساك عما لم يكلفوا).

  إلى قوله: (واعلم أن أحداً لم ينبئ عن الله ø كما أنبأ محمد ÷، فارض به رائداً، وإلى النجاة قائداً).

  وقوله في غيرها من خطبه المذكورة في كتاب نهج البلاغة: (والملائكة المقربون على كمال البنية، وصفاء الجوهرية، وتقادم الابتداء، وسوابق المعارف بالمعنى، ومقاربة النجوى؛ من الخلق الأول، والنور الأفضل، وعلو المنازل، والمقامات المعلومة، والآلاء المحمودة، لا يعلمون منه إلا ما علمهم، {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}⁣[البقرة: ٣٢]، فكيف من هو من بعدهم في الحلية، ودونهم في المعرفة؟).


(١) في (ب): وطريق.

(٢) نخ (ب): عرفوه.