مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الخامس: في ذكر مغالطة المعتزلة في تحديدهم لذات الباري سبحانه وأوصافه بالحدود المركبة من جنس وفصل]

صفحة 292 - الجزء 1

  الأشياء ما يقع من الاختلاف، فليس يوجد واقعاً إلا بين ذوات الأوصاف، وكل واحد منها وإن خالف غيره في صفة فقد يوافقه في صفة أخرى، كان مما يعقل أو كان مما يلمس ويرى).

[الفصل الخامس: في ذكر مغالطة المعتزلة في تحديدهم لذات الباري سبحانه وأوصافه بالحدود المركبة من جنس وفصل]

  وأما الفصل الخامس: وهو في ذكر تحديدهم لذات⁣(⁣١) الباري سبحانه وأوصافه بالحدود المركبة من جنس وفصل - فقد تقدم ذكرُ تحديدهم لذاته سبحانه، وإبطالُه.

  ومن أمثلة تحديدهم لأوصافه قولهم في حدهم للقادر على العموم بأنه [هو⁣(⁣٢)] المختص بصفة لاختصاصه بها يصح منه إيجاد فعله.

  وقولهم في حدهم للعالم بأنه المختص بصفة لاختصاصه بها يصح منه إيجاد فعله محكماً.

  وكذلك حدهم للحي وللسميع البصير.

  وموضع الغلاط من ذلك في مساواتهم بين الباري وبين غيره في الجواب لمن سأل عن حقيقة كونه عالماً وقادراً، أو سأل عن حقيقة ذاته. وفي وصفهم له سبحانه بالأمور الزائدة على⁣(⁣٣) الذات كغيره من سائر الذوات.

  وإنما كان ذلك غلاطاً لأن كل شيئين أو شيء وأمر⁣(⁣٤) - كما قالوا - اختص أحدهما بالثاني ولم يخل منه فقد انتظمهما⁣(⁣٥) معنى التجزؤِ والانقسام، وكل منقسم فهو معدود ومحدود، وكل محدود فله نهاية، وكل متناهٍ فهو محدث.


(١) نخ (ب): لذاته سبحانه.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) نخ (أ): عن.

(٤) نخ (ب): أو شيء أو أمر.

(٥) نخ (ب): تضمنهما.