مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل العاشر: في ذكر مغالط المعتزلة في تسميتهم لبدعهم في الدين عدلا وتوحيدا]

صفحة 304 - الجزء 1

  سبحانه فيما لم يزل على مجرد ذوات العالم فقط، دون كونه أجساماً وأعراضاً، وحيواناً وجماداً.

  ومنها: قصرهم لكونه سبحانه مؤثراً على مجرد صفة زعموا أنها لا شيء ولا لاشيء، وهي وجود العالم.

  ومنها: جمعهم بين وصف العالم بأنه محدث وأن ذواته ثابتة فيما لم يزل، ونحو ذلك مما قد تقدم ذكره، وذكر ما ينجي من استغلاطهم بزخرف أقوالهم فيه، وهو معرفة كون الباري سبحانه شيئاً فيما لم يزل، لا شيء أزلياً سواه، وأنه سبحانه قادر ولا مقدور، وعالم ولا معلوم، وحكيم ولا محكم، وسميع بصير ولا مسموع ولا مبصر، ولا أمور زائدة، ولا مُوجِب ولا مُوجَب.

[الفصل العاشر: في ذكر مغالط المعتزلة في تسميتهم لبدعهم في الدين عدلاً وتوحيداً]

  وأما الفصل العاشر: وهو في ذكر تسميتهم لبدعهم في الدين عدلاً وتوحيداً - فلولا تسميتهم لها بذلك مع لبسهم بها لمسائل العدل والتوحيد لم تخفَ على المرتادين كما قال أمير المؤمنين #.

  ومثال ذلك: جمعهم بين اسم العدل ومعنى نقيضه في مسائل الإمامة، وجمعهم بين اسم التوحيد ومعنى نقيضه في مشاركتهم بين الباري وبين البرية في الذاتية وفي الأزلية، ونحو ذلك مما جمعوا فيه بين اسم التوحيد ومعنى التحديد والتعديد، والخدع في التسمية للبدع المحدثة بالأسماء المستعارة مما يستغلط به كل مدلس، وقد ذم الله سبحانه ذلك ونبه عليه بقوله: {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ٢٣}⁣[النجم].