[الفصل الثاني: شبه واعتراضات المخالفين]
  قال الإمام #: لم يُخْتَلَفْ في صحة هذا الخبر، ولا في صدق راويه - وهو أبو ذر رحمة الله عليه -(١).
  وقال ÷: «ليس أحد يفضل أهل بيتي غيري».
  وقال ÷: «قَدِّمُوهم ولا تَقَدَّمُوهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا».
  قال الإمام #: وهذا نص في موضع الخلاف، لا يجهل معناه(٢) إلا من خُذِل.
  وقال ÷: «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها أكبه(٣) الله على منخريه في نار جهنم».
  وقال: «إن لله عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين؛ فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا عليه».
[الفصل الثاني: شبه واعتراضات المخالفين]
  وأما الفصل الثاني، وهو في ذكر شبه واعتراضات مما حكاه عن المخالفين، وأجاب عنه.
[شبه الخوارج في الإمامة والجواب عليها]
  أما الشبه: فمن ذلك: استدلال الخوارج بقول الله سبحانه وتعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
(١) أبو ذر واسمه: جندب بن جنادة الغفاري، أحد السابقين الأولين في الإسلام، شهد مشاهد الرسول ÷ جميعها، وهو معدود في من يقول بتفضيل أمير المؤمنين # من الصحابة، وفيه يقول رسول الله ÷: «ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء ذي لهجة أصدق من أبي ذر» وكان لا تأخذه في الله لومة لائم. نفاه عثمان من المدينة إلى الشام، ثم أمر أن يرد إليه إلى المدينة، ثم نفاه ثانياً إلى الربذة، وبها توفي رحمة الله عليه سنة (٣٣ هـ).
(٢) في (ب): لا يجهله.
(٣) في (أ): كبه.