فصل
  قوله في رسالته إلى شيعة أبيه @: (ولا تقلدوا أحداً من آل نبيكم ممن اشتبه عليكم أمره منهم، وكِلُوه إلى ربكم، ولا تقلدوه دينكم، ولا تقاطعوا في الوقوف أحداً من إخوانكم، ومن تبين لكم رشده فاتبعوه، ومن بان لكم غيه فاجتنبوه، ومن اشتبه عليكم حاله فارجوه، وكلوه إلى خالقه ولا تعادوه؛ فالمؤمنون وقافون عند الشبهات).
  وقوله في كتاب تثبيت إمامة أبيه @ بعد كلام: (وإن قول أئمتنا لا يخالف محكم الكتاب، ولا يحيد عن الحق والصواب، وإنَّ ما اختلف من أقاويلهم تمسكنا فيه بتأويلهم، وتبرأنا إلى الله من تكذيبهم، واعتمدنا على قول ربهم، واتبعنا من ذلك أحسنه، وأقربه إلى الحق وأبينه، وما اشتبه علينا من كلامهم رجعنا فيه إلى أحكامهم؛ كي لا نبوء بآثامهم؛ لأن الله ألطف(١) بنا، وأرحم من أن يعذبنا على ما يكون من وقوفنا، وطلبنا لسبيل نجاتنا، وما نرجوا من عفوه لحسن ظنوننا، واطراحنا لأهواء أنفسنا، واعتمادنا على محكم كتاب ربنا، وسنة نبينا ÷، والله على ذلك المستعان، وهو حسبنا وعليه التِكلان).
  وقوله في كتاب مهج(٢) الحكمة: (من أراد أن يستفيد من خاتم النبيين، ومن أمير المؤمنين # فليقف على ما وضع الهادي إلى الحق ~، وكذلك ما وضع المرتضى لدين الله # من العدل والتوحيد، والحلال والحرام، وغير ذلك من شرائع الإسلام؛ لأنهما أخذا العلم الذي جاء به رسول الله ÷، ولا يلتفت إلى اختلاف المختلفين، ولا يعتمد على أقاويل القائلين، فإني وطئت من العلوم مهجها، واعتزلت - والحمد لله - همجها، فما رأيت علماً أشفى ولا أبين ولا أكفى مما أتيا به من خالص الدين، ومحض اليقين، رواية عن خاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين، أخذاه عن آبائهما، وحفظاه عن سلفهما أباً فأباً، وجداً فجداً؛
(١) في (نخ) لأن الله اللطيف بنا أرحم ... إلخ.
(٢) نخ (ب): منهج.