مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

فصل:

صفحة 312 - الجزء 1

  حتى ينتهي إلى الأصل أمير المؤمنين، عن سيد المرسلين، عن الروح الأمين، وإخوانه الملائكة المقربين، عن الله رب العالمين، وفاطر السماوات والأرضين؛ فالحمد لله الذي جعلنا من المقتدين⁣(⁣١)، ومن علمهما مستفيدين، فمن علمهما استقيت، وبهداهما اهتديت، وبهما في جميع الأمور اقتديت، وفي آثارهما مشيت).

  وقوله في كتاب الرحمة: (وليعلم من سمع لنا قولاً أنه منهما، وإنا إن شاء الله لا نتكلم بخلاف قولهما، ولا ندين الله بغير دينهما، ودين من حذا بحذوهما من ذريتهما؛ فمن سمع لنا كلاماً فليعرضه⁣(⁣٢) على كلامهما؛ فما خالف قولهما فليس لنا، وما وافق ذلك فهو منا).

فصل:

  فإن قيل: إن الفضلاء من قرابة المهدي # هم الذين رووا تلك الروايات، وهي إلى الآن مشهورة في كتبهم.

  فالجواب: أن فضل الفضلاء من قرابة المهدي - رحمة الله عليهم - لا يمنع من اغترارهم، ووجود الخطأ في كتبهم، وأن مخالفة ما يوجد من الخطأ في كتبهم لا ينقص من فضلهم؛ وذلك لأن جميع الفضلاء من الأنبياء وغيرهم يجوز عليهم تصديق ما ليس بصحيح؛ ولذلك قيل: إن النبي ÷ أُذْنٌ، ووصفه الله سبحانه بأنه يؤمن للمؤمنين، أي: يصدقهم.

  وقال المهدي # عقيب ذكره للروايات الكاذبة عليه: (فربما يسمع بذلك أولياء الله فيصدقون به، والعهد قريب). فانظر كيف وصفهم بأنهم أولياء الله مع تجويزه لتصديقهم للكذب عليه.

  فإن قيل: إن أولئك الفضلاء حكوا أنهم سمعوا تلك الروايات عن المهدي #.


(١) في (ب): جعلنا بهما.

(٢) نخ (ب): فليعرض.