[حكاية الأقوال التي عارض بها الإمام المهدي (ع) قول من زعم أنه لا حجة بعده]
  إلى(١) قوله: (وأيضاً فليس من حكمة الحكيم أن يحتج على عباده بحجة من أهل بيت نبيه، ثم يخفيها عنهم ويغمرها، ولا يعلمهم بها ويسترها، ثم يحاسبهم على ما لم يعلموا، ويعذبهم على ما لم يفهموا، أجل؛ إنه ø لبعيد عن هذه الفرية وأمثالها، ونظائرها من القول وأشكالها، وإنما معنى ما روي من الحجة الباطنة عن أمير المؤمنين - عليه صلوات رب العالمين(٢) -: هو المقتصد من آل الرسول، وقد روي عن النبي ÷ أنه ذكر الحجة، ثم قال: «إما السابق وإما المقتصد»، وإنما سمي المقتصد [مقتصداً](٣) لاقتصاده عن المراد، وسمي حجة لاحتجاجه على جميع العباد).
  إلى قوله: (فكيف إلا أنه قد قال بإجماعهم، لو انتفعوا بعقولهم وأسماعهم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا [من](٤) بعدي [أبداً](٥): كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».
  ولا يخلو قوله ÷: «لن يفترقا [حتى يردا علي الحوض»](٦) من أن يكون باطلاً أو حقاً؛ فنعوذ بالله من تكذيب الرسول، ومكابرة حجج العقول، ولقد كفر من كذب كتاب رب العالمين، ورد قول الرسول الأمين، وتعلق بأوهامه وظنونه، وقبل وحي شياطينه، واعتمد على المتشابه من الأقاويل، وجهل مخارج السور والتأويل، وفارق محكم التنزيل، واتكل على الأقاويل المهلكات، وقبل ما روي من المتشابهات، وتبرأ من الأمهات(٧) المحكمات).
(١) في (ب): وقوله أيضاً.
(٢) نخ (ب): #.
(٣) زيادة من نخ (ب).
(٤) زيادة من نخ (ب).
(٥) زيادة من نخ (ب).
(٦) ما بين المعكوفين زيادة من نخ (أ).
(٧) (نخ): الآيات.