[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  وقال في كتاب الصفوة: (واعلم أن ما أصاب الناس من الفتن، واشتبهت عليهم الأمور من قبل ما(١) أذكر لك، فأحسن الظن في كتابي هذا، واعلم أنك لن تستشفي بأول قولي حتى تبلغ آخره إن شاء الله تعالى، وذلك أنهم(٢) لم يروا لأهل بيت نبيهم فضلاً عليهم يعترفون لهم به في قرابتهم من النبي ÷، ولا علماً بالكتاب ينتهون إلى شيء من قولهم فيه).
  وقال: (وليس كتاب إلا وله أهلٌ هم أعلم الناس به، ضل منهم من ضل، واهتدى من اهتدى).
  ثم قال بعد كلام: (ورسول الله ÷ هو جدنا، وابن عمه المهاجر معه أبونا، وابنته أمنا، وزوجته أفضل أزواجه جدتنا، فمن أهل(٣) الأنبياء إلا من نزل بمنزلتنا من نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، والله(٤) المستعان).
  واحتج على ذلك بقوله سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٢٦}[الحديد].
  وحكى عنه الحاكم أنه قال: (الرد إلينا، نحن والكتاب الثقلان).
  وذكر محمد(٥) بن علي الباقر # في مناظرته للحروري أن الشيخين
(١) في (ب): أن.
(٢) نخ (ب): لأنهم.
(٣) في (ب): أهل بيت.
(٤) نخ (ج): فالله.
(٥) هو الإمام الباقر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ويكنى بأبي جعفر. ولد # سنة تسع وخمسين، ولقب بالباقر، وبشر به رسول الله ÷ وأمر جابر أن يقرئه السلام بقوله ÷: «يا جابر إنك ستعيش حتى تدرك رجلاً من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقراً، فإذا رأيته فأقرئه مني السلام» فلما رآه جابر اعتنقه وقال له: جدك يقرأ عليك السلام. وكان # من عظماء أهل البيت $ وعلمائهم المجمع على جلالته وفضله وعلمه وعلو منزلته، وأمه هي فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو أول من اجتمعت له ولادة الحسنين. توفي # سنة ثمان عشرة ومائة، عن ثلاث وستين سنة، ودفن بالبقيع إلى جنب أبيه السجاد، وجده الحسن بن علي، وجدته فاطمة بنت رسول الله ÷.