مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]

صفحة 331 - الجزء 1

  وموالاة المارقين، ولكن أبى الله ورسوله أن يكون للخائنين متخذاً، وللظالمين موالياً، ولم يكن أمره عندهم مشكلاً؛ فبدلوا نعمة الله كفراً، واتخذوا آيات الله هزواً، وأنكروا كرامة الله، وجحدوا فضيلة الله، فقال⁣(⁣١) رابعهم⁣(⁣٢): أنى يكون لهم الخلافة والنبوة؟ حسداً وبغياً؛ فقديماً ما حُسِدَ النبيون وأبناء النبيين، الذين اختصهم الله بمثل ما اختصنا، فأخبر عنهم تبارك وتعالى، فقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء]).

  وقال في كلام وعظ به الألف والثلاثمائة الذين شهدوا أنه # مملوك لهارون: (فخلف فيكم ذريته، فأخرتموهم وقدمتم غيرهم، ووليتم أموركم سواهم).

  وقال القاسم بن إبراهيم # في كتاب تثبيت الإمامة في صفة علي # بعد ذكره لجملة من فضائله: (مع ما يكون عند الأوصياء من علم حوادث الأشياء، وما يلقون بعد الأنبياء من شدائد كل كيد، ودول كل جبار عنيد).

  وقال في جواب سائل سأله عن الشيخين: (كانت لنا أم صدِّيقة بنت صدِّيق، [و]⁣(⁣٣) ماتت وهي غضبانة عليهما، ونحن غاضبون لغضبها؛ لقول النبي ÷: «إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضا لرضاها».

  وقال في كتاب تثبيت الإمامة أيضاً: (ولو كان الأمر في الإمامة كما قال المبطلون فيها، وعلى ما زعموا (من)⁣(⁣٤) أنهم الحاكمون بآرائهم واختيارهم (عليها)⁣(⁣٥)، وأن الخيرة فيها ما اختاروا، والرأي منها وبها ما رأوا - لكان في ذلك من طول مدة الالتماس، وما قد أعطبوا بقبحه وفساده من إهمال الناس - ما لا يخفى على نظرة عين، ولا تسلم معه عصمة دين).


(١) نخ (ب): وقال.

(٢) في هامش نخ (ب، ج): أي المغيرة.

(٣) زيادة من نخ (أ، ج).

(٤) زيادة من نخ (أ، ج).

(٥) زيادة من نخ (ب، ج).