[اعتراضات المخالفين في أدلة إمامة أمير المؤمنين والجواب عليها]
  الجواب: قال الإمام #: أما الاستحقاق للإمامة فهو ثابت في كل وقت، وأما التصرف على الكافة فهو مخصوص بدلالة الإجماع الذي هو آكد الدلالة، ويجوز تخصيص الكتاب والسنة به.
  فإن قيل: إن زيد بن حارثة(١) قال لعلي #: لست مولاي، فقال النبي ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
  الجواب: قال الإمام #: هذا اعتراض ظاهر البطلان؛ لأن زيداً ¥ استشهد بمؤتة(٢)، والخبر كان في منصرف النبي ÷ من حجة الوداع.
  فإن قيل: يجوز أن يكون المراد بقوله تعالى: {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ٥٥}[المائدة]، أي: والركوع من شأنهم، لا أن التصدق كان في حال الركوع.
  الجواب: قال الإمام #: لو كان كذلك لم يكن للآية معنى، مثاله: لو قيل: فلان يلقط الرمح من الأرض وهو راكب، ولأنه تعالى خاطب المؤمنين فيجب أن يكون المخاطَب من أجله غيرَ المخاطَب، وإلا كان معنى الآية: إنما وليكم الله ورسوله وأنتم، وذلك مما(٣) لا يجوز في كلام المخلوق مثله فضلاً عن الخالق تعالى.
  فإن قيل: لو تصدق في حال الصلاة لفسدت.
  الجواب: قال الإمام #: لو كان مفسداً لصلاته لما مدحه الله سبحانه، ولأنه يجوز أن يكون ذلك قبل النهي عن الأفعال في الصلاة.
(١) زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي: هو أبو أسامة مولى رسول الله ÷ وهبته له خديجة بنت خويلد فخدم رسول الله ÷ فتبناه قبل النبوة وزوجه ÷ بأمته أم أيمن فولدت له أسامة، وأسلم وحسن إسلامه، وكان ¥ أحد القواد الثلاثة الذين استشهدوا في غزوة مؤتة من بلاد الشام، وكان استشهاده سنة ثمان للهجرة.
(٢) كانت غزوة مؤتة في السنة الثامنة للهجة، وحجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، فبين قتل زيد وحجة الوداع سنتين، وهذا ظاهر.
(٣) نخ (أ): ما.