مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]

صفحة 346 - الجزء 1

  الإسلام الحسن الجميل، ولم يبق عنق مكلف إلا وفيه له ÷ منة الهداية، والمنة لله تعالى.

  وكان من أمر فاطمة & السلالة المرضية، والنسمة الزكية، والجمانة البحرية، والياقوتة المضيئة - ما كان من النزاع في أمر الإرث، وبعد ذلك في أمر النحلة لفدك وغيره - ما شاع في الناس ذكره، وعظم على بعضهم أمره، حتى قال قائلهم:

  وما ضرهم لو صدقوها بما ادعت ... وماذا عليهم لو أطابوا جَنَانَها

  وقد علموها بضعة من نبيهم ... فلم طلبوا فيما ادعته بيانها

  فمرضت سراً، ودفنت ليلاً، وذلك بعد دفع الوصي عن مقامه، واتفاق الأكثر على اهتضامه، فتجرع أهل البيت $ الرزية، وصبروا على البلية، علماً بأن لله تعالى داراً غير هذه الدار، يجبر فيها مصاب الأولياء، ويضاعف لهم⁣(⁣١) [فيها] المسار، وهي دار الدوام، ومحل القرار، ويضاعف على الأعداء الخزي والبوار، ويخلدون في أنواع العذاب التي إحداها النار).

  وحكى # كلام فاطمة & مع نساء المهاجرين والأنصار، الذي عرضت فيه للمشائخ واتباعهم بقول الله سبحانه: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ٨٠}⁣[المائدة].

  ثم قال عقيب ذلك: (فهذا كلام فاطمة & الذي لقيت عليه الله سبحانه، فلم نتعد طريقة من يجب الاقتداء به من الآباء والأمهات $).

  وقال: (لو لم يتقلد الأمر أبو بكر ما تأهل له عمر، ولو لم يتقلده عمر ما طمع فيه عثمان، ولو لم يتقلده عثمان ما طمع فيه معاوية ومن تبعه من جبابرة بني أمية، ولولا أخذه جبابرة بني أمية ما تقلده بنو العباس).

  وقال في كتاب حديقة الحكمة في شرح التاسع عشر من الأخبار السيلقية: (فأما حب الرفعة فقد هلك فيه قوم كثير، والله بما تعملون بصير، ألم تسمع إلى


(١) في (ب): لهم المسار.