[ذكر أقوال الإمام الحسن (ع) في الإمامة]
  قول بعض الأنصار في معنى الافتتان برفعة الدنيا والحب لشرفها، وذلك لما قتل سعد(١) بن عباده بسهمين رمي بهما في الليل، وقد خرج لقضاء حاجته ليلاً، وزعم من زعم أنه سمع من الجن قائلاً يقول:
  قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ... رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
  فقال في ذلك بعض الأنصار: وكان سعد قبل مغاضباً لأبي بكر، ممتنعاً من بيعته، وروي عنه أنه قال: لما رأينا قريشاً عدلت بالأمر عن أهله طمعنا فيه، في قصص طوال، فقال بعض الأنصار(٢) في ذلك:
  يقولون سعداً شقت الجن بطنه ... ألا ربما حققت فعلك بالعذر
  وما ذنب سعد أنه بال قائما ... ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر
  لئن صبرت عن فتنة المال أنفس ... لما صبرت عن فتنة(٣) النهي والأمر
  يعرِّض بأبي بكر في ذلك(٤)، وأنه لم يصبر عن فتنة النهي والأمر، وشرف الرئاسة.
  وقال في بعض أجوبته الموجودة بخطه #: (وسألت عمن يرضي عن الخلفاء، ويحسن الظن فيهم، وهو من الزيدية، ويقول: أنا أقدم علياً # وأرضي عن المشائخ، ما يكون حكمه؟ وهل تجوز الصلاة خلفه؟
  الجواب عن ذلك: (أن هذه مسألة غير صحيحة فيتوجه الجواب عنها؛ لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا يعلم في الأئمة $ بعد زيد بن علي # من ليس بجارودي، واتباعهم كذلك، وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما قلنا
(١) سعد بن عبادة الأنصاري الخزرجي الساعدي المدني: سيد الخزرج، أسلم في بيعة العقبة الكبرى في السنة الثالثة في ذي الحجة، وجاء معه ثلاثة وسبعون من الأنصار، وجعله رسول الله ÷ أحد النقباء، وطلب الولاية في يوم السقيفة، ولكنه غُلِب فرفض بيعة أبي بكر وعمر، قتل سنة (١٦ هـ) بالشام.
(٢) هو حسان بن ثابت الأنصاري.
(٣) في (ب): عن لذة.
(٤) في (ب): وقال أنه.