[الجواب على من قال بلزوم وجوب الإمامة لجميع أولاد أمير المؤمنين #]
  ويجوز أن يكون ذلك فعلاً قليلاً مما رخص في مثله(١)، نحو: درء المار، و(٢) تسوية الثياب، والتأخر(٣) من صف إلى صف، ويجوز أن يكون ذلك خاصاً له # لبعض ما يعلمه الله سبحانه من المصالح.
  فإن قيل: إن الله سبحانه نهى قبل هذه الآية عن موالاة اليهود والنصارى، ثم عقب(٤) ذلك بتولي(٥) المؤمنين.
  الجواب: قال الإمام #: ذلك مما يؤكد قولنا؛ لأن الله تعالى نهى عن موالاة بعض من الخلق مخصوصين، وولَّى على المؤمنين بعضاً منهم مخصوصاً، ذكره بلفظ الجمع للتعظيم.
[الجواب على من قال بلزوم وجوب الإمامة لجميع أولاد أمير المؤمنين #]
  فإن قيل: لو صح ذلك وما أشبهه من الأدلة للزم وجوب الإمامة لجميع أولاد علي #.
  قال الإمام #: الجواب عن ذلك من وجهين: جدلي وعلمي.
  أما الجدلي: فهو أن أحداً من أولاد علي # سوى الحسن والحسين @ لم يدعها لنفسه، مع بلوغهم الغاية(٦) القصوى في الفضل والعلم، وكل دعوى للغير في الشرع لا تسمع إذا كانت من غير ولاية ولا وكالة.
  وأما العلمي: فهو أن عموم الآية مخصص بإجماع العترة، وإجماعهم حجة؛ لما ثبت بالدليل من كونهم خيرة الله سبحانه، اصطفاهم لإرث كتابه، وللشهادة
(١) في (ب): فعله.
(٢) في (ب): أو.
(٣) في (ب): أو تأخر.
(٤) في (ب): أعقب.
(٥) في (ب): بولاية.
(٦) في (ب): في الغاية.