مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الجواب على من قال بلزوم وجوب الإمامة لجميع أولاد أمير المؤمنين #]

صفحة 33 - الجزء 1

  ويجوز أن يكون ذلك فعلاً قليلاً مما رخص في مثله⁣(⁣١)، نحو: درء المار، و⁣(⁣٢) تسوية الثياب، والتأخر⁣(⁣٣) من صف إلى صف، ويجوز أن يكون ذلك خاصاً له # لبعض ما يعلمه الله سبحانه من المصالح.

  فإن قيل: إن الله سبحانه نهى قبل هذه الآية عن موالاة اليهود والنصارى، ثم عقب⁣(⁣٤) ذلك بتولي⁣(⁣٥) المؤمنين.

  الجواب: قال الإمام #: ذلك مما يؤكد قولنا؛ لأن الله تعالى نهى عن موالاة بعض من الخلق مخصوصين، وولَّى على المؤمنين بعضاً منهم مخصوصاً، ذكره بلفظ الجمع للتعظيم.

[الجواب على من قال بلزوم وجوب الإمامة لجميع أولاد أمير المؤمنين #]

  فإن قيل: لو صح ذلك وما أشبهه من الأدلة للزم وجوب الإمامة لجميع أولاد علي #.

  قال الإمام #: الجواب عن ذلك من وجهين: جدلي وعلمي.

  أما الجدلي: فهو أن أحداً من أولاد علي # سوى الحسن والحسين @ لم يدعها لنفسه، مع بلوغهم الغاية⁣(⁣٦) القصوى في الفضل والعلم، وكل دعوى للغير في الشرع لا تسمع إذا كانت من غير ولاية ولا وكالة.

  وأما العلمي: فهو أن عموم الآية مخصص بإجماع العترة، وإجماعهم حجة؛ لما ثبت بالدليل من كونهم خيرة الله سبحانه، اصطفاهم لإرث كتابه، وللشهادة


(١) في (ب): فعله.

(٢) في (ب): أو.

(٣) في (ب): أو تأخر.

(٤) في (ب): أعقب.

(٥) في (ب): بولاية.

(٦) في (ب): في الغاية.