المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام
  
  وصلى الله على محمد وآله وسلم
  أما بعد حمد الله تعالى ذي الجلال والإكرام، والصلاة على محمد وآله المختارين(١) على علم على الأنام - فإني قد جمعت من كثير من كتب الأئمة $ جملاً تنبه من أحب التدبر(٢) لفوائد كتبهم، والسلوك في طلب علم التوحيد لمذهبهم، والتمسك من مغالط أهل الضلال بهم، فمن ذلك:
  قول أمير المؤمنين # في وصيته لابنه الحسن @ في ذكر ما يجب من النظر وما لا يجوز: (واعلم - أي بني - أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله، والاقتصار على(٣) ما افترض الله عليك، والأخذ بما مضى عليه أولوك من آبائك، والصالحون من أهل بيتك؛ فإنهم لم يدعوا أن نظروا لأنفسهم كما أنت ناظر، وفكروا كما أنت مفكر، ثم ردهم ذلك إلى الأخذ بما عرفوا، والإمساك عما لم يكلفوا) ... إلى قوله #: (واعلم أن أحداً لم ينبئ عن الله ø كما أنبأ محمد ÷ فارض به رائداً، وإلى النجاة قائداً).
  وفي الخطب المحكية عنه في كتاب نهج البلاغة وفي الدرة اليتيمة قوله #: (فانظر أيها السائل، فما دلك القرآن عليه من صفته فائتم به، واستضئ بنور هدايته. وما كلفك الشيطان علمه مما ليس عليك في القرآن فرضه، ولا في سنة النبي ÷ وأئمة الهدى أثره - فَكِلْ علمه إلى الله؛ فذلك منتهى حق الله عليك).
  وقوله: (والملائكة المقربون على كمال البنية، وصفاء الجوهرية، وتقادم الابتداء، وسوابق المعارف بالمعنى، ومقاربة النجوى، من الخلق الأول، والنور الأفضل، وعلو المنازل، والمقامات المعلومة، والآلاء المحمودة، لا يعلمون منه إلا ما علمهم {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا}[البقرة: ٣٢]، فكيف من
(١) نخ (ب): المختار.
(٢) نخ (ب): التدبير.
(٣) في (ب): بما افترض.