المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام
  هو من بعدهم في الحلية، ودونهم في المعرفة، كذب العادلون، وخاب المفترون، وخسر الواصفون، بل هو الواصف لنفسه، والملهم لربوبيته، والمظهر لآياته؛ إذ كان ولا شيء كائن).
  وقوله في إيجاب الأزلية لله وحده، ونفي الصفات عنه: (والحمد لله الذي دل على وجوده بخلقه، وبحدث خلقه عن أزليته، وباشتباههم على ألَّا شبه له).
  وقوله: (والذي الحدث يلحقه فالأزل يباينه).
  وقوله: (عالم إذ لا معلوم، ورب إذ لا مربوب، وقادر إذ لا مقدور).
  وقوله: (أول الدين معرفة الله، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة؛ فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله).
  وقوله: (لم يلتبس به حال، ولا نازعه بال، ولا الذاتُ ذَيَّتَتْهُ، ولا الملكة ملكته، ولا الصفة أوجدته، بل هو موجد كل موجود، وخالق كل صفة وموصوف).
  وقوله: (باينهم بصفته رباً كما باينوه بحدوثهم خلقاً؛ فمن وصفه فقد شبهه، ومن لم يصفه فقد نفاه، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه).
  وقوله: (من وصفه فقد حدَّه، ومن حدَّه فقد عدَّه، ومن عده فقد أبطل أزلَه).
  وقوله: (ليس لذاته تكييف، ولا لصفاته تجنيس، احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار).
  وقوله: (واحد لا بعدد(١)، دائم لا بأمد، قائم لا بعمد، ليس بجنس
(١) قال ابن أبي الحديد: ثم قال: «واحد لا بعدد» لأن وحدته ذاتية، وليست صفة زائدة على ذاته. ثم قال: «دائم لا بأمد» لأنه تعالى ليس بزماني وداخل تحت الحركة والزمان. ثم قال: «قائم لا بعمد» أبان # تنزيهه عن المكان. ومعنى القائم هنا ليس ما يسبق إلى الذهن من أنه المنتصب، بل ما تفهمه من قولك: فلان قائم بتدبير البلد، وقائم بالقسط. باختصار