مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام

صفحة 357 - الجزء 1

  وقال: (حقيقة الإيمان به أنه هو الذي هو خلاف الأشياء كلها).

  وقال: (حقيقة اليقين به والمعرفة له أنه لا يدرك بحلية⁣(⁣١) ولا تحديد ولا تمثيل ولا صفة، وكيف يوصف من لا تدركه العقول ولا الفكر ولا الحواس؟).

  إلى قوله: (وقد روي عن النبي ÷ أنه قال: «تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق»، فاجعل تفكرك في صنعه، تستدل [منه]⁣(⁣٢) على عجيب فعله، وعظيم⁣(⁣٣) قدرته في كل محدث، ولا تفكر فيه، فإنك تتيه، وتهلك [نفسك⁣(⁣٤)]، فاستعمل العقل، وتابع السمع، واستدل باليسير على الكثير تسلم).

  وقال في كتاب الأصول: (وصفته لذاته هو قولنا: لنفسه، نريد بذلك حقيقة وجوده).

  وقال في كتاب الشرح والتبيين: ([و]⁣(⁣٥) إنما عنى بقوله تبارك وتعالى: سميع بصير - الدلالة لخلقه على دركهم، وعلمه لأصواتهم، التي إنما يعقلون دَرَكَها عندهم بالأسماع، وأنه مدرك عالم بجميع أشخاصهم وهيئاتهم وصورهم وألوانهم وصفاتهم وحركاتهم، التي إنما يعقلون دَرَكها بالعيون والأبصار؛ إذ إدراك⁣(⁣٦) المخلوقين للأصوات والأشخاص بالأسماع والعيون، التي ربما كَلَّت وتحَيَّرَت وأخطأت، وأدركت ظاهراً دون باطن وقَصُرَت، ودَرَكُ الله تبارك وتعالى بهذا كله دَرَكٌ واحد، محيط بما ظهر وبطن، وبما بَعُدَ وقَرُبَ، وهو دَرَكُ علمه الذي لا يفوته من المدركات شيء).

  وقال الهادي للحق يحيى [بن الحسين] # في كتاب المسترشد: (نقول: إن ربنا جل وتقدس إلهنا شيء لا كالأشياء، سبحانه وتعالى وتبارك، لا شبيه له، ولا يدانيه شيء، ولم يزل سبحانه قبل كل شيء، وهو المشيء لكل الأشياء).


(١) في الهجرة والوصية: بحيطة.

(٢) زيادة من نخ (أ، ج).

(٣) نخ (ج): عظم.

(٤) زيادة من نخ (أ، ج).

(٥) زيادة من نخ (ب).

(٦) في (ب): درك.