مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام

صفحة 365 - الجزء 1

  وقال: (فإن قال السائل: فما الفرق بين إرادة الله لما يفعل وبين إرادة المخلوقين لما يفعلون؟

  فإنا نقول للسائل: إن بين صفات الله وصفات خلقه فرقاً والحمد لله؛ لأن إرادة الله سبحانه صفة له، ومراده وجود فعله، وإرادة المخلوقين خواطر في ضمائر القلوب، وبين ذلك فرق كثير لا يخفى إلا على من ضعف فهمه، وقل عقله.

  فإن قال السائل: فلا أرى لله إرادة إذا كان مراده وجود فعله.

  فإنا نقول: إن مراده لو لم يكن وجود فعله لكانت صفاته كصفات خلقه).

  وقال ابنه الحسين بن القاسم # في كتاب الرد على الملحدين: (اعلم أن قولنا: «شيء» إثبات موجود ونفي معدوم، وقولنا: «لا كالأشياء»، نفي للتشبيه).

  وقال: (هو الأول لا قبل لأوليته، ولا كيف لأزليته، كان في حال القدم قبل بريته، ولا عقل ولا معقول سواه، ولم يكن معه أزمنة ولا شهور ولا ساعات، ولا أمكنة ولا أوقات، ولا علم ولا معلوم، ولا فهم ولا مفهوم، ولا وهم ولا موهوم).

  وقال في الصفات ونحوها: (إذا جعلتها أزلية بطل الحدث، وإذا جعلتها محدثة بطل القدم، وإذا جعلتها محدثة أزلية فسد قولك).

  وقال: (لم يزل عالماً بجميع فعله، عالماً بما سيريد كينونته، وإنما الذي يريد بلا علم تقدم، ويضمر بغير تكوين - هو الإنسان الجاهل، الجائل الفكر، الذي تحدث له النية بعد النية، والإرادة بإضمار القلب والطوية. ولو كانت إرادته قبل فعله لكانت كإرادة المخلوقين، ولكانت عرضاً من جسم، ولو كان جسماً لأشبه الأجسام، وإنما إرادته فعله، وفعله مراده، وليس ثم إرادة غير المراد فيكون مشابهاً للعباد).

  وقال في كتاب شواهد الصنع: (إذا كان هذا المحدث عدماً قبل حدوثه فالعدم لا شيء، ولا شيء لا يكون شيئاً بغير شيء).