مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام

صفحة 366 - الجزء 1

  وذكر الجسم والعرض، والجزء الذي زعم من زعم أنه واحد في نفسه لا يتجزأ - في كتاب مهج الحكمة والفوائد بكلام جملته: أن كل محدث لا يخلو من أن يكون جسماً أو عرضاً؛ فالجسم ما يقوم بنفسه وتحله الأعراض، والعرض ما لا ينفرد بذاته ولا يوجد إلا حالاً. واستدل على بطلان كون الجزء واحداً في نفسه بكونه غير خال من الحركة والسكون، وما لم يخل من صفة مقارنة فليس بواحد في نفسه، واستدل على أنه يتجزأ بكونه لا يوجد إلا في جهة، وكل متحيز فله جوانب تحويه.

  وقال في كتاب الصفات: (فإن قال: ما أنكرت من أن يكون علم الله لا هو الله ولا هو غيره؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لا بد أن يكون هذا العلم الذي ذكرت، [وغيره]⁣(⁣١) من الصفات التي زعمت - محدثاً أو قديماً، خالقاً أو مخلوقاً، موجوداً أو معدوماً.

  فإن قلت: إن علم الله محدث جَهَّلْتَه، وإن قلت: إن علمه شيء موجود قديم فلا يعلم شيء موجود قديم إلا هو وحده، وأما قولك: لا هو هو ولا هو غيره فهذا لا شيء؛ لأن الله سبحانه قديم وغيره محدث).

  وقال: (إن كنت أردت الأسماء من الألفاظ والكلام، وما ينطق به من ذلك جميع الأنام، وما يوجد في الصحف والأجسام - فذلك غير الموصوف؛ لأن الموصوف هو الله، وهذا الكلام هو من المفعولات المحدثات، والله أحدث علم ذلك وغيره من الصفات، وإن كنت أردت المسمى بهذه النعوت فهو الله رب العالمين، وهو معناها عند المؤمنين).

  وقال في جوابه ليحيى بن مالك: (ما تفسير علم الله وقدرته إلا كتفسير وجهه ونفسه، فهل يقول أحد يعقل بأن⁣(⁣٢) له وجهاً كوجه الإنسان، أو نفساً


(١) زيادة من نخ (أ، ب).

(٢) نخ (ب): إن.