مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المنتزع الثاني منتزع من أقوال الأئمة $ في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام

صفحة 367 - الجزء 1

  كأنفس ذوي الأبدان؟ هذا ما لا يقول به أحد من ذوي الألباب، ولا يعتقده في الله رب الأرباب، وإنما وجهه هو ذاته، وكذلك علمه وقدرته).

  وقال الإمام أبو الفتح الديلمي بن الحسين بن الناصر بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي بن الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ في تفسيره لقول الله سبحانه: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ}⁣[الروم: ٢٧]: إنما بين الله تعالى للإنسان تنقل أحواله حتى استكمل خلقه؛ ليعلم نعمته عليه، وحكمته فيه، وأن بعثه بعد الموت أهون من إنشائه ولم يكن شيئاً).

  وحكى الإمام المنصور بالله # في الرسالة الناصحة للإخوان جملة من محالات المطرفية تدل على بطلان ما شابهها من محالات المعتزلة، منها قولهم: إن العرض ليس بحال ولا محلول، ولا قديم ولا محدث. وقولهم: الإحالة إرادة الله ومراده، لكنه لم يردها. وقولهم: إن الله تعالى سمي بأنه كائن، وإنه مشارك للأجسام في هذه التسمية.

  فهذه جملة من أقوال الأئمة $، ليس منها قول يذهب إليه الأئمة $ إلا ومن أقوال المعتزلة ما يخالفه، ولذلك انتزعتها دون غيرها.

  والحمد لله رب العالمين، وصلى⁣(⁣١) الله على محمد وآله وسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

  * * * * *

  * * *

  *


(١) وصلاته على خاتم النبيين وآله الطاهرين.