مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

المسائل الباحثة عن معاني الأقوال الحادثة

صفحة 374 - الجزء 1

  النظر والاستدلال إلى إثبات أمور ليست بشيء ولا لا شيء، كما يصح أن يؤدي إلى إثبات أمور هي شيء ولا لا شيء؟

  مسألة: ما الفرق بين قول من قال: أعيان العالم قديمة، وقول من قال: ذواته ثابتة فيما لم يزل؟ مع جواز أن يعبر بالأزل بدلاً عن القدم، وبذات الشيء بدلاً عن عينه.

  مسألة: كيف يجوز الاستغلاط بحصر القسمة في أن الله سبحانه لا يخلو: إما أن يكون مريداً لذاته أو لغيره؟ [مع جواز أن يقال: أو لا لذاته ولا لغيره؛]⁣(⁣١) لأجل كونه سبحانه مريداً لا بإرادة كإرادة المخلوق، كما أنه قادر لا بقدرة، فاعل لا بآلة.

  ولذلك قال أمير المؤمنين #: (يقول ولا يلفظ، ويحفظ ولا يتحفظ، ويريد ولا يضمر).

  وقال: (مشيئته الإنفاذ لحكمه، وإرادته الإمضاء لأموره).

  مسألة: إذا كان الله سبحانه فاعلاً مختاراً لفعله ولا يجوز عليه السهو ولا الاضطرار، وكان لا يصح في العقل إثبات كون الفاعل مختاراً لفعله مع نفي كونه مريداً له؛ فكيف يجوز مع ذلك وصف الباري سبحانه بأنه يخلق ما لا يريد؟ مع ما في إضافة ذلك إليه من النقص الذي لا يجوز إضافته إليه؟

  مسألة: إذا كان العرض إنما سمي عرضاً لأجل كونه صفة لمحله، وعارضاً حالة وجوده في غيره، ولذلك استحال في الشاهد وجود عرض لا في محل، كما يستحيل وجود الجسم خالياً عن جميع الأعراض؛ فكيف يجوز مع ذلك أن يتفكر في إثبات عرض موجود لا في محل؟ بل كيف يجوز وصف بعض الأعراض بأنه ضد لجواهر العالم مع عدم المضادة؟ مع كون ذلك غير ممكن ولا معقول.

  مسألة: إذا ثبت بأدلة العقل أن الله سبحانه وتعالى عالم فيما لم يزل وفيما لا يزال، بما كان وبما سيكون، وبما لو كان كيف يكون، وثبت بنص الكتاب أنه سبحانه عالم الغيب والشهادة، وقال أمير المؤمنين #: (عينه المشاهدة لخلقه،


(١) زيادة من نخ (أ، ب).