[الكلام في معرفة الحجج الدالة على بطلان الإحالة]
  يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ١١}[فاطر]، فانظر كيف صَرَّحَ سبحانه بإبطال الإحالة والعمر الطبيعي تَصْرِيحاً ظاهراً لفظاً ومعنى.
  والثالثة والعشرون: قوله سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ٢٨}[فاطر]، فانظر كيف صرح سبحانه بإبطال الإحالة، وبأن الألوان مختلفة، خلافاً لقول المطرفية: إن اللون هو الملون.
  ونبه سبحانه على صفة من يخشاه من عباده بأنهم الذين عرفوا الحق واستدلوا به على الخالق القاصد للخلق، ولم يشركوا به شيئاً من خلقه، فاعرف ذلك.
  والرابعة والعشرون: قوله سبحانه: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ٣٦}[يس]، فانظر كيف صرح سبحانه وتعالى بأنه خالق(١) لجميع أصناف الحيوان مما علمه الناس ومما لا يعلمونه، وكفى بذلك دليلاً على إبطال ما تدعيه المطرفية وأشباههم من معرفة علل جميع المخلوقات، وإضافتهم لذلك إلى الأصول ونحوها مما ابتدعوه بأهوائهم(٢).
  والخامسة والعشرون: قوله سبحانه: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ٥٨ ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ٥٩ إلى قوله سبحانه: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ٦٣ ءَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ٦٤ إلى قوله سبحانه: أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ٦٨ ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ٦٩ إلى قوله سبحانه: أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ٧١ ءَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ٧٢}[الواقعة].
  فانظر كيف صرح الله سبحانه بأنه الخالق لجميع ذلك، وفرق بين فعله وفعل عباده بأن الإمناء فعلهم، والمني فعله، والحرث فعلهم وخلق الزرع فعله، ونحو ذلك.
(١) نخ (ب): الخالق.
(٢) نخ (ب): بأهويتهم.