مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في معرفة الحجج الدالة على بطلان الإحالة]

صفحة 399 - الجزء 1

  وقوله #: (ويجب على كل عاقل من أهل الإسلام عند نزول شدة من الشدائد في نفسه أو ولده أو ماله أن يحسن بالله سبحانه الظن فيما⁣(⁣١) كان من هذه النوازل من قبل الله سبحانه في الذي ينزل به).

  إلى قوله #: (فإن كان مطيعاً فليعلم أنها محنة اختبره بها؛ ليضاعف له الأجر والثواب عليها).

  فهذه جمل⁣(⁣٢) من أقوال رسول الله ÷، ومن أقوال الأئمة $ الذين زعمت المطرفية أنهم على مذهبهم - موافقة للآيات التي تقدم ذكرها لفظاً ومعنى فيما يدل على إبطال بدع المطرفية، وكل ذلك موافق لأدلة العقل اليقينية، وإن كان ما ذكرتُ من ذلك قليلاً في جنب ما لم أذكره، فهو دال عليه، وغير مخالف له، وذلك ظاهر لمن عقل.

  وأما الإجماع: فاعلم أنه لا خلاف بين جميع من يدعي الإسلام في أن الله سبحانه قاصد لخلق جميع الأجسام والأعراض الضرورية، ضارها ونافعها، ومستحسنها ومستشنعها، وذلك ظاهر في أربعة من فنون العلم المتعارفة عند⁣(⁣٣) جميع المسلمين:

  الفن الأول: التوحيد⁣(⁣٤) والعدل؛ فإن مبناهما عند جميع القائلين بهما على أن الله سبحانه صانع لجميع الخلق لا شريك له في صنعه، وعلى أنه سبحانه حكيم في جميع أفعاله التي أنكرتها الطبعية⁣(⁣٥) والثنوية، ومن أشبههم من كل من ينكر أن يكون الله سبحانه قاصداً⁣(⁣٦) لخلق الأشياء الضارة، ولذلك كَفَّروا من نسب


(١) نخ (أ، ج): فما.

(٢) نخ (ب): جملة.

(٣) نخ (ب): بين.

(٤) نخ (ب): الفن الأول في التوحيد ... إلخ.

(٥) نخ (ب): الطبيعية.

(٦) نخ (ب): لجميع الأشياء.