[الكلام في معرفة الحجج الدالة على بطلان الإحالة]
  وكذلك ما يعرض من ذكر النفقات والحمل والمواريث والسير من ذكر كثير من أفعال الله سبحانه التي أنكرتها المطرفية وحرفتها عن معانيها؛ فاعرف ذلك وأشباهه.
  والفن الثالث: علم التفسير الذي أجمعوا فيه على أن جميع الآيات المقدم ذكرها وما أشبهها من كتاب الله سبحانه محكمةٌ، محمولةٌ على ظاهرها الدال على أن الله سبحانه قاصدٌ لخلق جميع الفروع، وما يعرض من ذكر الأعمار والأمراض، والمفاضلة في الأرزاق، وكذلك جميع الامتحانات بالجراد والبرد ونحو ذلك مما لا يحصره مثل هذا المختصر لكثرته، فاعرف ذلك.
  والفن الرابع: علم الأدب المشتمل على ما يجري بين جميع المسلمين من التذكير بالله سبحانه في حال التهاني والتعازي، فيأمرون بشكره سبحانه على ما يمن به من هبة الأولاد، وتيسير الأرزاق، والعافية بعد الآلام، والسلامة من عوارض الأسفار، ونحو ذلك.
  وينهون عن كراهة ما يقضي به سبحانه من هبة الإناث، وموت الأولاد، وآفات الزروع، وشدة المحن، وذهاب الأموال، وعوارض الأمراض، والزيادة في الخلق التي تكره، والنقصان، ونحو ذلك.
  ويندبون إلى ما أمر الله سبحانه به من الدعاء، ويعتقدون صدقه فيما وعد من الإجابة على حسب ما يعلمه سبحانه في ذلك من المصلحة.
  واعلم أن جميع هذه الفنون الأربعة موجودة عند جميع فرق الإسلام مجملة ومفصلة، لا يخالف بعضهم بعضاً في ذلك، واشتهاره أظهر من أن يحتاج إلى دليل، لا سيما عند نزول المصائب خاصة؛ ولذلك قال الله سبحانه: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ}[الزمر: ٨]، وفي آية: {دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ}[يونس: ٢٢]، ونحو ذلك، وأما تظاهر هذه الحجج واتفاقها فهي معلومه.
  تم ذلك بحمد الله سبحانه ومَنِّه
  * * * * *