مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

تذكرة تشتمل على أربع مسائل

صفحة 404 - الجزء 1

  

  الأولى: سؤالهم عن النظر في إثبات الصانع تعالى، هل يحصل به العلم أنه تعالى قادر وعالم؟ فما الفائدة في تكرار⁣(⁣١) النظر ثانياً وثالثاً، ونحو ذلك مما يوهمون به أنه لا بد لله سبحانه من صفات زائدة على ذاته، مختلفة بحسب⁣(⁣٢) اختلاف الأدلة المنظور فيها.

  والجواب عن ذلك: أن النظر في الأدلة⁣(⁣٣) الدالة على كون الباري سبحانه صانعاً وقادراً وعالماً لا تدل على أن الصانع غير القادر، ولا أن القادر غير العالم، ولا على أن لله سبحانه قدرة غير ذاته، ولا علماً غير قدرته؛ لما في ذلك من لزوم التشبيه، وإبطال التوحيد.

  ولأن تزائد الأنظار، وتفاضل علوم النظار - لا يدل على تزايد المنظور في [إثباته، ولا على وجوب⁣(⁣٤)] إثبات صفات زائدة على ذاته؛ لأن الموجب لتزايد⁣(⁣٥) الأنظار هو عجز كل ناظر عن الجمع بين [كل]⁣(⁣٦) نظرين في دليلين مختلفين في حالة واحدة.

  ولذلك فإن الناظر⁣(⁣٧) في الدليل على كون الباري سبحانه قادراً لا يحصل له العلم بذلك النظر أنه سبحانه قادر فيما لم يزل، ولا أنه قادر لا بقدرة، ولم يدل تزايد نظره في ذلك على إثبات أمور زائدة على ذات الباري سبحانه.

  وإذا ثبت بالدليل أن الله سبحانه قادر لا بقدرة، عالم لا بعلم؛ فالسؤال عما⁣(⁣٨)


(١) نخ (ب): مع تكرير.

(٢) نخ (ب): مختلفة حسب اختلاف أدلة المنظور فيها.

(٣) نخ (ب): بالأدلة.

(٤) زيادة من نخ (أ، ج).

(٥) نخ (ب): في تزائد.

(٦) زيادة من نخ (أ، ج).

(٧) نخ (ب): الناظرين.

(٨) نخ (ب): مما.