مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

تذكرة تشتمل على أربع مسائل

صفحة 405 - الجزء 1

  يوهم إثبات القدرة والعلم وما يجري مجراهما مغلطة يتحير المسؤول عنه في جوابه لأجل أنه لا يجد جواباً معقولاً سالماً من التشبيه.

  الثانية: سؤالهم هل أفاد قولنا: «قادر» نفس [ما أفاد]⁣(⁣١) قولنا: «عالم؟» فذلك تكرار⁣(⁣٢)، أم أفاد كل واحد من الوصفين غير ما أفاده الثاني فما تلك الفائدة؟

  وكذلك سؤال من يسأل: ما الفرق بين [معنى]⁣(⁣٣) قولنا: قادر و [معنى]⁣(⁣٤) قولنا: عالم؟ وسؤال من يسأل: لم سمي القادر قادراً؟

  والجواب عن ذلك وما أشبهه: هو أن يقال: لو كان لوصف⁣(⁣٥) الباري سبحانه بأنه قادر ووصفه بأنه عالم معنى أو فائدةٌ أو موجب أو مزية زائدة على ذاته سبحانه لكان ذلك المعنى أو الفائدة أو الموجب أو المزية لا يخلو: من أن يكون شيئاً معقولاً أو غير شيء معقول، ولا واسطة.

  فإن كان شيئاً معقولاً فإثباته يكون إثباتاً لأشياء مقارنة لذات الباري سبحانه، وذلك تشبيه مخالف لمعنى توحيده سبحانه؛ إذ لا معنى له إلا نفي المقارنة والمشاركة، والعلل⁣(⁣٦) الموجبة، والأحكام الموجبة؛ لكون كل ذلك موجباً للتحديد، ودالاً على الحدث.

  وإن كان غير شيء معقول فالسؤال عنه مغلطة، والتفكر فيه محظور، والخوض فيه غلو وتعمق، والخائض فيه خارج عن حد العقل، وغير خارج عن حد التشبيه.


(١) زيادة من نخ (أ، ج).

(٢) نخ (ب): فذلك تكرير أو أفاد ... إلخ.

(٣) زيادة من نخ (أ، ج).

(٤) زيادة من نخ (ب).

(٥) نخ (ب): وصف المشاركة.

(٦) نخ (ب): الإعلال.