تذكرة تشتمل على أربع مسائل
  أما كونه خارجاً عن حد العقل فلأجل تفكره وخوضه في إثبات أمور ليست بشيء ولا لا شيء، وأما كونه غير خارج عن حد التشبيه فلأجل إثباته لصفات زائدة على ذات الباري سبحانه، كما أن لكل ذات من ذوات الجواهر والأعراض بزعمه صفاتٍ زائدة ليست بشيء ولا لاشيء، وكل سؤال لا يمكن أن يجاب عنه إلا بما يؤدي إلى الخروج عن حد العقل وحد التوحيد فهو من جملة مسائل المحال التي لا يصح الجواب عنها، ولا يجوز الخوض فيها.
  ومن جملتها: سؤال من سأل: ما الفرق بين صفات الباري سبحانه وذاته؟ لأنه لا فرق إلا بين شيئين أو أشياء والله سبحانه [شيء](١) واحد.
  الثالثة: سؤالهم عن الفرق بين الوصف والصفة [على الجملة(٢)]، وهل يصح الوصف(٣) بغير صفة؟
  والجواب عن ذلك: أن الوصف على الجملة هو قول الواصف، وكل قول شيء، والباري سبحانه مستحق للوصف في حال عدم الوصف والواصف، ولا يجوز أن يكون موصوفاً فيما لم يزل؛ لما في ذلك من إيهام قدم الوصف والواصف.
  وأما الصفة المعقولة فهي تنقسم على(٤) أربعة أضرب: منها يجب نفيه عن الباري سبحانه لفظاً ومعنى، وثلاثة تجوز إضافتها إليه سبحانه في اللفظ مجازاً، لا بمعنى الإضافة الموهمة للتشبيه.
  أما الضرب [الأول](٥) الذي يجب نفيه عن الباري سبحانه لفظاً ومعنى: فهو كل صفة معلومة مقارنة لذات الموصوف بها، نحو قدرة المخلوق وعلمه وحياته التي لأجلها وصف بأنه قادر وعالم وحي، وصح الوصف والصفة، بخلاف الباري
(١) زيادة من نخ (أ، ج).
(٢) زيادة من نخ (ب).
(٣) نخ (ب): وصف.
(٤) نخ (ب): إلى.
(٥) زيادة من نخ (ب).