تذكرة تشتمل على أربع مسائل
  سبحانه؛ لأنه موصوف لا بصفة؛ ولذلك وجب وصفه سبحانه بأنه قادر لا بقدرة، وعالم لا بعلم، وحي لا بحياة؛ فصح الوصف وبطلت الصفة.
  ولذلك قال أمير المؤمنين #: (فمن وصفه فقد شبهه، ومن لم يصفه فقد نفاه، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه).
  وأما الثلاثة الأضرب التي يجوز إضافتها إلى الباري سبحانه لا بمعنى الإضافة الموهمة للتشبيه:
  فالأول: هو كل صفة أريد بها الوصف، وسميت صفة مجازاً، مثال ذلك: تسميةُ الموحدين لكون الباري سبحانه قادراً وعالماً وحياً وموجوداً وواحداً وقديماً صفاتٍ ذاتية(١).
  ولذلك قال أمير المؤمنين #: (باينهم بصفته رباً، كما باينوه بحدوثهم خلقاً).
  والضرب الثاني: هو كل صفة أريد بها النفي، مثال ذلك: قول أمير المؤمنين #: (صفته أنه لا مثل له من خلقه).
  والضرب الثالث: هو كل صفة تذكر والمراد بها الذات لا الصفة، مثاله: قسم من يقسم بقدرة الله سبحانه أو بعلمه، وغرضه القسم بالقادر سبحانه لا بقدرة له غير ذاته، وذلك لأن [من](٢) المعلوم سمعاً أن القسم الذي يتعلق به البر والحنث لا يصح إلا بشيء معلوم، وأنه لا(٣) يصح القسم بغير الله سبحانه.
  وقد ثبت بالأدلة العقلية أنه لا يجوز إثبات قدرة وعلم لله سبحانه يصح القسم بهما دونه، ولذلك قال بعض الأئمة $: صفات الله الذاتية هي هو، لا بمعنى أن له سبحانه صفات زائدة هي هو.
(١) نخ (ب): صفات ذات الله.
(٢) زيادة من نخ (أ، ج).
(٣) نخ (ب): وأن لا يصح.