مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

تذكرة تشتمل على أربع مسائل

صفحة 407 - الجزء 1

  سبحانه؛ لأنه موصوف لا بصفة؛ ولذلك وجب وصفه سبحانه بأنه قادر لا بقدرة، وعالم لا بعلم، وحي لا بحياة؛ فصح الوصف وبطلت الصفة.

  ولذلك قال أمير المؤمنين #: (فمن وصفه فقد شبهه، ومن لم يصفه فقد نفاه، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه).

  وأما الثلاثة الأضرب التي يجوز إضافتها إلى الباري سبحانه لا بمعنى الإضافة الموهمة للتشبيه:

  فالأول: هو كل صفة أريد بها الوصف، وسميت صفة مجازاً، مثال ذلك: تسميةُ الموحدين لكون الباري سبحانه قادراً وعالماً وحياً وموجوداً وواحداً وقديماً صفاتٍ ذاتية⁣(⁣١).

  ولذلك قال أمير المؤمنين #: (باينهم بصفته رباً، كما باينوه بحدوثهم خلقاً).

  والضرب الثاني: هو كل صفة أريد بها النفي، مثال ذلك: قول أمير المؤمنين #: (صفته أنه لا مثل له من خلقه).

  والضرب الثالث: هو كل صفة تذكر والمراد بها الذات لا الصفة، مثاله: قسم من يقسم بقدرة الله سبحانه أو بعلمه، وغرضه القسم بالقادر سبحانه لا بقدرة له غير ذاته، وذلك لأن [من]⁣(⁣٢) المعلوم سمعاً أن القسم الذي يتعلق به البر والحنث لا يصح إلا بشيء معلوم، وأنه لا⁣(⁣٣) يصح القسم بغير الله سبحانه.

  وقد ثبت بالأدلة العقلية أنه لا يجوز إثبات قدرة وعلم لله سبحانه يصح القسم بهما دونه، ولذلك قال بعض الأئمة $: صفات الله الذاتية هي هو، لا بمعنى أن له سبحانه صفات زائدة هي هو.


(١) نخ (ب): صفات ذات الله.

(٢) زيادة من نخ (أ، ج).

(٣) نخ (ب): وأن لا يصح.