[الجواب على من قال بأن لفظ عترة النبي ÷ يعم ذريته وغيرهم]
  وغيرهم من الأمة وقريش لم يرد في بابهم ما يوصل إلى الظن فضلاً عن العلم، ولأنه قد قيد الخبر في بابهم بقوله ÷: «أهل بيتي»، وحصرهم بما ظهر بلا اختلاف(١) في حديث الكساء، حتى إن أم سلمة(٢) - رحمة الله عليها - جاءت لتدخل معهم فدفعها، وقال: «مكانك وإنك على(٣) خير»، ثم قال: «اللهم إن هؤلاء عترتي أهل بيتي(٤) فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً».
  ومن احتج بهذا الخبر على وجه من الوجوه لم يفرق بينهم وبين أولاد الحسن والحسين $ إلى سائر الأعصار، ولم يدخل معهم أحداً من أولاد علي # ولا غيرهم من بني هاشم، ولولا هذا الخبر وكون أمير المؤمنين علي # معهم تحت الكساء وإشراك النبي ÷ له معهم - لما قضينا بأن علياً # من العترة، فاستعمال لفظ العترة في أولاد الحسن والحسين $ حقيقة؛ لما قدمنا(٥)، مجاز في أمير المؤمنين # بدلالة(٦) الخبر، وقد صار في علي # لكثرة الاستعمال حقيقة، وخطاب الحكيم بالمجاز جائز في الحكمة جواز الخطاب بالحقيقة، وكذلك الكلام في لفظ(٧) القربى.
(١) في (ب): بلا خلاف. وفي شرح الرسالة: «من» بدل «في».
(٢) أم سلمة: هي هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، أم المؤمنين، وإحدى زوجات النبي ÷، وهي أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجها الأول أبو سلمة، ويقال أنها أول مهاجرة إلى المدينة المنورة. رأت جبريل #، وتزوجها رسول الله ÷ بعد وقعة بدر في شهر شوال من سنة ثلاث وقيل أربع للهجرة، وكانت من أكمل الناس عقلاً وخلقاً، ومن العالمات الطيبات الطاهرات، وكانت من أشد نساء الرسول ÷ ولاءاً لأمير المؤمنين #، ونهت عائشة عن الخروج لقتال أمير المؤمنين في كلام لها طويل، وأخرجت ابنها عمر بن أبي سلمة للجهاد مع علي # يوم الجمل. توفيت - رحمها الله - سنة اثنتين وستين بالمدينة المنورة، ودفنت بالبقيع، وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً.
(٣) في (ب): لعلى.
(٤) في (ب): ساقط (أهل بيتي).
(٥) أي قوله #: من أن العترة في اللغة نبت متشعب من أصل واحد. تمت.
(٦) في (ب): هذا الخبر.
(٧) نخ: ذكر.