الرسالة الناظمة لمعاني الأدلة العاصمة
  وأحدثوا في الفقه رأيا يبتدع ... فأصبحوا كمثل أحزاب الشيع
  كل امرء لرأيه قد اتبع ... خوفاً من الجهل وفي الجهل وقع
  ومنهم لمذهبين قد جمع ... مظهراً تشيعاً به خدع
  ولو وعوا من النبي ما شرع ... ومن حبا بإرثه ومن منع
  لأيقنوا أن الهدى فيما وضع ... لا في الذي دانوا به من البدع
  في كل قول حادث مخروص ... والجعل للعموم كالخصوص
  ليوهموا التشكيك في النصوص ... مكيدة للأفضل المخصوص
  وما لهم عن رتبة المنقوص ... ورتبة المفضول من محيص
  إلا إلى الإنكار والنكوص ... وكونهم في العلم كاللصوص
  لكل ما في الذكر من تخصيص ... فهل لهم في ذاك من ترخيص
  بل أعجبوا بعلمهم فاستكبروا ... وكم لهم من بدعة لو فكروا
  لمثلها ممن عداهم أنكروا ... وفسقوا من قالها وكفروا
  وكم إمام عاصروا لم ينصروا ... بل ثبطوا عن نصره ونفروا
  وأوهموا بأنه مقصر ... ثم استعاضوا خمسة واستشوروا
  وقدموا برأيهم وأخروا ... وخبرهم يعرفه من يخبر
  في لبسهم لمحكم التنزيل ... ومستفيض سنة الرسول
  ما ادعوا من منكر التأويل ... والحكم بالرأي على الأصول
  والعكس للمدلول والدليل ... ولبس كل واضح معقول
  بمشكل الألفاظ مستحيل ... والفكر للأوهام للعقول