مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[خبر خولة الحنفية]

صفحة 433 - الجزء 1

  قبل خالد بن الوليد وفيهم خولة، وكانت جارية مراهقة، فلما دخلت المسجد قالت: أيها الناس، ما فُعِلَ بمحمد رسول الله؟ فقالوا: قبض، فقالت: بالله، هل من بينة؟ قالوا: نعم، هذا قبره، فنادت: السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا محمد رسول الله، إنا سُبِينا من بعدك وإنا نقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فوثب طلحة والزبير فطرحا ثوبهما عليها.

  فقالت: معاشر المسلمين، ما لكم تصونون حلائلكم وتهتكون حلائل المسلمين؟ فقالوا لها: لمخالفتهم؛ حين يقولون: نصلي ولا نزكي، أم نزكي ولا نصلي، فقال طلحة والزبير: إنا طرحنا ثيابنا عليك لنبالغ في ثمنك.

  فقالت: أقسم بالله ربي وبمحمد نبيي لا يملك رقي إلا من يخبرني بما رأت أمي في منامها وهي حامل، وما قالت لي عند ولادتها، وما العلامة التي بيني وبين أمي، وإلا بقرت بطني فيذهب مالي ونسبي، ويكون الله المطالب بحقي.

  قالوا: يا جارية، اذكري رؤياك حتى نذكر عبارتها، قالت: الذي يريد أن يملكني هو الذي يقدر أن يخبرني بالرؤيا ويعبرها، فأخذا ثوبيهما عنها وجلسا بإزائها يحجزان عنها. إذ دخل علي # وهم في هرج، فقال: ما هذا الصوت في المسجد؟ فقالوا: امرأة من بني حنيفة خرجت رقها للمسلمين، وقالت: إني لمن يخبرني بالرؤيا التي رأت أمي وهي حامل بي وعبارتها بالعلامة التي بيني وبينها.

  فقال علي #: ما دعت إلى باطل، أخبروها تملكوها؛ فقالوا: من فينا يعلم الغيب؟ فقال أبو بكر: يا علي تخبرها أنت؟

  فقال: إن أخبرتها ملكتها بلا اعتراض من أحد منكم عليّ فيها؟

  قالوا: نعم.

  قال: يا جارية أخبرك؟ قالت: من أنت الذي تخبرني بما يعجز عنه أصحابك؟

  قال: أنا علي بن أبي طالب، فقالت: لعلك الرجل الذي نصبك رسول الله ÷ صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علماً للناس؟