مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[خبر خولة الحنفية]

صفحة 434 - الجزء 1

  فقال: أنا ذلك.

  فقالت: إنا من أجلك عصينا، ومن قبلك أبينا، ألا إن رجالنا قالوا: لا نسلم صدقات أموالنا ولا طاعات نفوسنا إلا لمن نصبه رسول الله ÷ فينا وفيكم؛ فقال علي #: إن أمركم غير خاف عن الله تعالى، وإنه لموفي كل نفس بما كسبت.

  ثم قال: يا حنفية، حملت بك أمك في زمان قحط، وقد منعت السماء قطرها، والأرض نباتها، وغارت العيون، وتعذرت على البهائم المراعي، وكانت تقول عنك: إنك حمل مشؤوم في زمان غير مبارك، فلما كان بعد تسعة أشهر رأت في نومها كأنك قد وضعتك، وكأنها تقول لك: إنك ولد مشؤوم في زمان غير مبارك، وكأنك تقولين لها: لا تتشاءمي بي؛ فإني ولد مبارك، أنشأ منشأً مباركاً حسناً، يملكني سيد ويولدني ولداً يكون لحنيفة فخراً.

  فقالت: صدقت يا علي، أنَّى لك هذا؟ قال: هو إخبار عن رسول الله ÷، قالت: فما العلامة بيني وبين أمي؟ قال: إنها لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس وأودعته قمة الباب، فلما كان بعد عشر سنة جمعت بينك وبين اللوح فقالت: يا بنية، إذا نزل بساحتكم من يسفك دماءكم ويسبي ذراريكم وتُسبين فيمن يسبى فخذي هذا اللوح واجتهدي ألَّا يملكك إلا من يخبرك بالرؤيا وهذا اللوح.

  فقالت: صدقت؛ فأين اللوح؟

  فقال: في عقصتك.

  فأخرج اللوح من عقصتها بين الناس، وتملكها - يا أبا جعفر - دون غيره بما ظهر من حجته، ونادى ببينته، ثم إنه عقد عليها عقدة النكاح ووطئها بالعقد لا بملك اليمين.

  تم ذلك والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم يا كريم.