مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[بيان الحامل على الجواب]

صفحة 438 - الجزء 1

  حفاظ أكارم عافوا الدنايا ... وخافوا قول حاسدهم أضيعا

  وسبب ذلك أن أخا همدان نظم شعراً هجا به الأمراء الحمزيين، وذكر فيه أنهم ضيعوا حي الأمير مجدالدين، فأمر الإمام # بأن يعارض شعره، وكان مما عارضه به ما تقدم ذكره، فانظر كيف جعله من جملة الحاسدين، فضلاً عن أن يكون من العلماء المجاهدين.

  وأما قوله عقيب ذلك:

  ولكنه قد قام لله جاهداً ... ولم يبتغ إذ قام من أحد أجرا

  فأين بلغ باجتهاده؟ وهل هو إنفاقه أو جلاده؟ فأما افتخاره بالمبالغة في السباب فليس ذلك من شيم ذوي الحلوم والآداب.

  وأما مسائله:

  فالأولى: ما يرى الناقل عنا ما لم نقل في حقيقة الإمام، هل هو الشخص الجامع للرئاسة على الخلق في الدين والدنيا على وجه لا يكون فوق يده يد؛ كما قالته أئمتنا $؟ فعندنا أن أمير المؤمنين وولديه أئمة من وقت أن نص لهم رسول الله ÷، ومع ذلك فوق أيديهم يد رسول الله ÷؛ فإما أن تنقض حقيقة أصحابنا، أو تأتينا بحقيقة أخرى، أو تخرق الإجماع بأن يد رسول الله ÷ ليست فوق أيديهم.

  الجواب: أما قوله: «إنه نقل عنه ما لم يقله» فإن صح قوله: «إنه نقل عنه» لم يصح قوله: «إنه لم يقله»، وإن صح قوله: «إنه لم يقله» لم يصح قوله: «إنه نقل عنه»، ومولانا الأمير - خلد الله سلطانه، وشيد في ذرى المجد بنيانه - أعلم بالناقل إليه، وما يجب للمدعي وعليه.

  وأما تخييره لي بين نقض الحقيقة التي زعم مرة أنها لأئمته، ومرة أنها لأصحابه، وبين خرق الإجماع بأن يد رسول الله فوق يد علي وولديه، وبين الإتيان بحقيقة أخرى.