مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الثالث: حكاية أقوال منتزعة من كتب الإمام عبدالله بن حمزة # متضمنة لمدح العترة وذم مخالفتهم]

صفحة 45 - الجزء 1

  بقوله: وكذلك أنت أيها المخالفُ الطالبُ مماثلةَ العترة الطاهرة بزعمك بما ذكرت من الوجوه الفاتحة باب الجهالات، وإنْ أنعم الله عليك بشيء من نعمه فإن من شكرها ألا تنكر تفضيله لما فضل من خلقه ابتداء، ولمن فضل.

  واعلم أن هذه مهواة دحضت فيها قدم إبليس - عليه لعنة الله ولعنة اللاعنين من الملائكة والناس أجمعين -، وذلك أنه أنكر تفضيل الله سبحانه لآدم ~ ابتداء، وهذا كفر.

  إلى قوله #: فتدبر موفقاً ما ذكرت لك؛ فإنه يفضي بك إلى برد اليقين، ولذة العلم، ويخرجك عن دائرة المقلدين، وأهل الحيرة المتلددين، الذين نبذوا هداتهم، ولم يرضوا بهذه المصيبة حتى أضافوا إليها ما هو أعظم منها وهو أنهم مثلهم، وربما يتعدى ذلك منهم من يختص بضرب من الصفاقة والوقاحة، فيركب مركب إبليس - لعنه الله - في أنهم أفضل من أهل عصرهم من عترة نبيهم، ويحتج لذلك بكثرة عبادته كما فعل الملعون.

  وقوله: واعلم أن الاستدلال على تفضيل أهل البيت $ أسقط جميع الأقوال؛ فلا وجه لإفراد كل فرقة منها بالذكر.

  وقوله #: ومما يؤيد ذلك ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى النبي ÷ أنه قال: «قال لي جبريل #: طفت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر أهل بيت أفضل من بني هاشم»، ولا شك أن النبي ÷ أفضل بني هاشم؛ فما ظنك بمذهبٍ يؤدي إلى رد شهادة جبريل #، ثقة الملك الجليل سبحانه وتعالى، وإنكار فضل أفضل الخلق؟ فنعوذ بالله من الزيع بعد الهدى، ومواقعة⁣(⁣١) أسباب الردى.

  ولأن أهل البيت مجمعون بحيث لا يعلم خلافه أنهم أفضل الناس، لولا


(١) في الأصل: وموافقة. وما أثبتناه من شرح الرسالة الناصحة.