مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الثالث: حكاية أقوال منتزعة من كتب الإمام عبدالله بن حمزة # متضمنة لمدح العترة وذم مخالفتهم]

صفحة 46 - الجزء 1

  ذلك لما أوجبوا على الأمة الرجوع إلى أقوالهم، والاقتداء بأفعالهم، وإجماعهم حجة كما قدمنا.

  وهذا - أعني اعتقاد فضل أهل البيت $ - مذهب الزيدية خصوصاً، وطبقات الشيعة عموماً، ولم يعرفوا من بين الفرق إلا بذلك، وبما يؤدي إليه مما ينبني عليه.

  وذلك أنهم اعتقدوا فضل أهل البيت $ وأخذوا الدين عنهم بالأدلة، وأوجبوا على سائر الخلق مشايعتهم⁣(⁣١) على ذلك؛ فسموا شيعة، وذلك ظاهر. ولأنهم لو لم يعتقدوا فضلهم لم يصغوا إلى كلامهم، كما فعل غيرهم من⁣(⁣٢) الناس. ولا يعلم خلافٌ في عموم ذلك فيهم $ إلا مع الروافض الظالمين، والنواصب الكافرين؛ فنعوذ بالله من حالهم أجمعين.

  وقد قال الله تعالى رداً عليهم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ... الآية}⁣[فاطر: ٣٢]، وأهل البيت $ مجمعون بأنهم المرادون بهذه الآية، وإجماعهم حجة كما قدمنا؛ فأخبر تعالى أنهم صفوته من خلقه، وصفوة كل شيء أفضله؛ ولذلك قضينا بأنهم أفضل الخلق.

  وقوله #: وقد روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنة»، ولا نعلم أشد لهم عداوة، ولا أعظم مكيدة لدين الله ونبيه ÷ ممن أنكر فضل عترته، وساوى بينهم وبين غيرهم.

  وقوله: كيف يكون شيعياً لآل محمد $ من أنكر فضلهم، وقبس⁣(⁣٣) العلم بزعمه من غيرهم؟!


(١) في (ب): متابعتهم.

(٢) في (ب): من سائر الناس.

(٣) في (ب): واقتبس.