[الفصل الثالث: حكاية أقوال منتزعة من كتب الإمام عبدالله بن حمزة # متضمنة لمدح العترة وذم مخالفتهم]
  ذلك لما أوجبوا على الأمة الرجوع إلى أقوالهم، والاقتداء بأفعالهم، وإجماعهم حجة كما قدمنا.
  وهذا - أعني اعتقاد فضل أهل البيت $ - مذهب الزيدية خصوصاً، وطبقات الشيعة عموماً، ولم يعرفوا من بين الفرق إلا بذلك، وبما يؤدي إليه مما ينبني عليه.
  وذلك أنهم اعتقدوا فضل أهل البيت $ وأخذوا الدين عنهم بالأدلة، وأوجبوا على سائر الخلق مشايعتهم(١) على ذلك؛ فسموا شيعة، وذلك ظاهر. ولأنهم لو لم يعتقدوا فضلهم لم يصغوا إلى كلامهم، كما فعل غيرهم من(٢) الناس. ولا يعلم خلافٌ في عموم ذلك فيهم $ إلا مع الروافض الظالمين، والنواصب الكافرين؛ فنعوذ بالله من حالهم أجمعين.
  وقد قال الله تعالى رداً عليهم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ... الآية}[فاطر: ٣٢]، وأهل البيت $ مجمعون بأنهم المرادون بهذه الآية، وإجماعهم حجة كما قدمنا؛ فأخبر تعالى أنهم صفوته من خلقه، وصفوة كل شيء أفضله؛ ولذلك قضينا بأنهم أفضل الخلق.
  وقوله #: وقد روينا عن أبينا رسول الله ÷ أنه قال: «من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنة»، ولا نعلم أشد لهم عداوة، ولا أعظم مكيدة لدين الله ونبيه ÷ ممن أنكر فضل عترته، وساوى بينهم وبين غيرهم.
  وقوله: كيف يكون شيعياً لآل محمد $ من أنكر فضلهم، وقبس(٣) العلم بزعمه من غيرهم؟!
(١) في (ب): متابعتهم.
(٢) في (ب): من سائر الناس.
(٣) في (ب): واقتبس.