[الفصل الثالث: حكاية أقوال منتزعة من كتب الإمام عبدالله بن حمزة # متضمنة لمدح العترة وذم مخالفتهم]
  والرجوع إليهم، وأخذ العلم عنهم، والجهاد بين أيديهم.
  وقوله #: لا أعلم لإنكار هذه الفرقة(١) المنتسبة إلى أهل البيت الشريف عند الله في الدنيا والآخرة وجهاً يصرف إليه إنكارهم لفضلهم - سيما مع إيهامهم للناس أنهم خواصهم واتباعهم دون غيرهم، حتى إذا نسب إليهم خلافهم لهم ضجوا من ذلك وأنكروه - إلا عجبهم بنفوسهم، واستكثارهم لأعمالهم، وقولهم: من أطول منا عبادة، وأكثر منا علماً، أوَ لم يعلموا أن العترة المطهرة التي ملكها الله تعالى أزمتهم، وافترض عليهم الرجوع إليها في جميع الأوقات إلى آخر التعبد - أزكى منهم عبادةً، وأغزر علماً، وأرجح حلماً، وأرصن فهماً؛ وكيف لا يكونون كذلك وأهل ذلك(٢) وهم عترة رسول الله صلى الله عليه وعليهم، وورثة علمه، وصفوته(٣) من خلقه؛ فيُنْتِجُ العُجْبُ الذي ذكرنا: أنَّه لا فضل إلا بعمل. وهذا كما ترى جهل، وقد قدمنا بيانه.
  وانضاف إليه اعتقاد فاسد، وهو أنهم أعلم الناس، فازدوجا؛ فأنتجا أنهم أفضل الناس، ففرحوا بهذه النتيجة وأعجبوا بها، ولم يبلغ فهمهم إلى أن النتائج لا تصح إلا أن تكون مقدماتها صادقة، فإن(٤) العجب يحمل صاحبه على دعوى مالم يجعل الله تعالى له.
  وقوله: مت غيظاً أيها المخالف إن كنت رافضياً لأهل البيت $، الذين أوجب الله سبحانه عليك الصلاة عليهم في الصلاة، وذكر أبيهم في الأذان، وأوجب عليك مودتهم في القرآن، إلا أن تظلم رسول الله ÷ أجره على الهدى والبيان، قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]،
(١) يريد # بالفرقة: المطرفية.
(٢) نخ (ب): لذلك.
(٣) في (ب): وصفوة الله.
(٤) نخ (ب): وإن.