مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الثالث: حكاية أقوال منتزعة من كتب الإمام عبدالله بن حمزة # متضمنة لمدح العترة وذم مخالفتهم]

صفحة 51 - الجزء 1

  وقوله: فأعداء أهل البيت $ الذين كانوا ربما اعترفوا بفضلهم في بعض الحالات يكونون أهون جرماً ممن ظاهره الدين، وباطنه الانتقاص لعترة محمد خاتم النبيين - ~ وعليهم أجمعين -.

  ألا ترى أن من ناصبهم من بني أمية وبني العباس لم يمكنهم صرف بواطن الناس عن هذه العترة الطاهرة، ولا أنس الناس بهم في ذلك، وظاهرهم الحرب لهم والعداوة، فكلامهم فيهم غير مستمع، ومنكر فضلهم ممن ظاهره التقشف والإسلام⁣(⁣١) والعبادة قد غر الناس بعبادته، وصرفهم عن عترة نبيهم - صَلَّى الله عَلَيْه وعليهم - باعتقاده، فهو فتنة لمن اغتر به، ضال عن رشده؛ فكيده حينئذ يكون أعظم من كيدهم، وجرمه عند الله أكبر من جرمهم.

  وقد روي عن أمير المؤمنين ~ أنه قال: (قطع ظهري اثنان: عالم فاسق يصد الناس عن علمه بفسقه، وذو بدعة ناسك يدعو الناس إلى بدعته بنسكه).

  وقوله #: ربما احتجوا بقول يضيفونه إلى بعض آبائنا $ جهلاً بأحكام الإضافة - وهو لم يصح، وإن صح وجب تأويله على موافقة كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ÷، وحجج العقول.

  إلى قوله: فهذا الذي يجب عليه حمل كلام الأئمة $؛ لئلا تتناقضَ حجج الله وبيناته، وينسبَ إلى أئمة الهدى $ مخالفة نصوص الكتاب، وأدلة العقول.

  وقوله في الشافي: ألم تعلم أن المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين؟

  وقوله #: كيف تخالف الذرية أباها وقد شهد لهم النبي ÷ بالاستقامة بقوله: «إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»؟!

  وقوله: اعلم أن كافة أهل البيت الطاهرين، ذرية خاتم النبيين ÷ يدينون ويعتقدون أنه لا نجاة لأبي بكر وعمر وعثمان⁣(⁣٢) إلا بخلوص ولايتهم


(١) في (ب): في الإسلام.

(٢) عثمان بن عفان: أبو عمرو القرشي الأموي، أسلم بعد نيف وثلاثين، وهاجر إلى الحبشة ثم إلى =