[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]
  أنه قال: أيها الناس، اعلموا أن العلم الذي أنزله الله على الأنبياء من قبلكم(١) في عترة نبيكم، فأين يتاه بكم عن علم(٢) تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة؟ هؤلاء مثلها فيكم، وهم كالكهف لأصحاب الكهف، وهم باب السلم، فادخلوا في السلم كافة، وهم باب حطة من دخله غفر له؛ خذوها عني عن خاتم المرسلين، حجة من ذي حجة قالها في حجة الوداع: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».
  وحكايته في الشافي لكلام فاطمة & مع من زارها من نساء المهاجرين والأنصار، الذي منه قولها: (أصبحت والله عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، شنئتهم بعد أن سبرتهم، ولفظتهم بعد إذ عجمتهم، فقبحاً لفلول الحد، وخور القناة، وخطل الرأي، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون، ويحهم لقد زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين(٣)، والطيبين لأهل الدنيا والدين، وما نقموا من أبي حسن؟
  إلى قولها: (ولكن كذبوا، وسيعذبهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلممن فاسمعن، وما عشتن أراكن الدهر عجباً، إلى أي ركن لجأوا؟ وبأي عروة تمسكوا؟ لبئس المولى ولبئس العشير، وبئس للظالمين بدلاً، استبدلوا - والله - الذنابى بالقوادم، والعجز بالكاهل، وبعداً وسحقاً لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون).
(١) نخ (ب): صار في عترة.
(٢) نخ (أ): أمر.
(٣) في (ب): الوحي.