[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]
  يكن من ذلك إلا ما روينا بالإسناد الموثوق به إلى [ابن(١)] الجارود التميمي رحمة الله عليه أنه قال: دخلت المدينة فإذا أنا بعلي بن الحسين وجماعة(٢) أهل بيته، وهم جلوس في حلقة، فأتيتهم فقلت: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، كيف أصبحتم رحمكم الله؟ فرفع رأسه إلي فقال: أو ما تدري كيف نمسي ونصبح؟ أصبحنا في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون: يذبحون الأبناء ويستحيون النساء، وأصبح خير الأمة يشتم على المنابر، وأصبح من يبغضنا يعطى الأموال على بغضنا، وأصبح من يحبنا منقوصاً حقه - أو قال: حظه - أصبحت قريش تفتخر على العرب بأن محمداً ÷ كان قرشياً(٣)، وأصبحت العرب تفتخر على العجم بأن محمداً ÷ كان عربياً؛ فهم يطولون بحقنا ولا يعرفون لنا حقاً؛ اجلس أبا عمران فهذا صباحنا من مسائنا.
  قال الإمام #: فهذا كما ترى تصريح من علي بن الحسين # في محضر جماعة أهل(٤) بيته - قدس الله أرواحهم - بأنهم أفضل الخلق بنسبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وعليهم، وذلك طريق معرفة الإجماع.
  ولأن علي بن الحسين # قدوة وإن انفرد وحده، ولأنه # قد أكد ذلك بإجماع الكافة من العرب وقريش بادعاء الشرف والفخر بالقرب إلى رسول الله ÷، وأهل بيته أقرب من الكافة إليه - صلى الله وملائكته عليه وعليهم -.
= أمية حفظاً للنسل العلوي الطاهر؛ لأنه لم يبق من أولاد الحسين إلا هو. وكان فصيحاً بليغاً شجاعاً، لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان يتكفل بعيش أربعين أسرة من فقراء المدينة، ولم يعلموا أنه هو إلا بعد موته. كثير الدعاء والمناجاة لربه، توفي # سنة (٩٤ هـ) (٩٥) أو (٩٩).
(١) نخ (أ): أبي الجارود التميمي، والموجود في أمالي أبي طالب (ع): الحارث بن الجارود التميمي، قال في الجداول: الحارث بن الجارود أبو عمران التيمي، عن علي بن الحسين. انتهى.
(٢) في (ب): وجماعة من أهل بيته.
(٣) في (ب): قرشي، بدون كان.
(٤) في (ب): من أهل بيته.