[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]
  وحكايته # في الشافي لجواب زيد بن علي # لهشام بن عبد الملك(١) لما افتخر(٢) ببني أمية، وهو قوله: (على من تفتخر؟ على هاشم أول من أطعم الطعام، وضرب الهام، وخضعت له قريش بإرغام؟ أم على عبد المطلب سيد مضر جميعاً؟ وإن قلت: معد كلها صدقت، كان إذا ركب مشوا، وإذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رؤوس الجبال، والطير والسباع والإنس في السهل، حافر بئر زمزم، وساقي الحجيج، ربيع العمرتين، أم على بنيه أشرف رجال؟ أم على سيد ولد آدم رسول الله ÷؟ حمله الله على البراق، وجعل الجنة بيمينه والنار بشماله، فمن تبعه دخل الجنة، ومن تأخر عنه دخل النار، أم على(٣) أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب، أخي رسول الله ÷ وابن عمه، المفرج الكرب عنه، وأول من قال: لا إله إلا الله بعد رسول الله ÷؟ لم يبارزه فارس قط إلا قتله، وقال فيه رسول الله ÷ ما لم يقل في أحد من أصحابه، ولا لأحد من أهل بيته.
  وحكايته # عن محمد بن عبدالله النفس الزكية # لكلام منه قوله: (فنظر علي # للدين قبل نظره لنفسه؛ فوجد حقه لا ينال إلا بالسيف المشهور، وتذكر ما هو به من حديث عهد بجاهلية، فكره أن يضرب بعضهم ببعض؛ فيكون في ذلك ترك الألفة، فأوصى بها أبو بكر إلى عمر عن غير شورى؛ فقام(٤) بها عمر، وعمل في الولاية بغير عمل صاحبه، وليس بيده فيها عهد من
(١) هشام بن عبد الملك بن مروان، يكنى أبا الوليد، وأمه أم هشام فاطمة بنت هشام المخزومي، بويع له بعهد من أخيه يزيد بن عبد الملك لست بقين من شعبان سنة خمس ومائة، وكان جباراً طاغياً ظلوماً غشوماً أحولاً ذميماً، وروي أنه ذمه رسول الله ÷. وقتل زيد بن علي # وكثيراً من أصحابه، وقرب اليهود؛ ومات بالرصافة لست خلون من ربيع الآخر، سنة خمس وعشرين ومائة، وصلى عليه ابنه مسلمة.
(٢) في (ب): لما افتخر عليه ببني أمية.
(٣) نخ (أ): أم على علي أمير المؤمنين.
(٤) في (ب): فقام في الولاية عمر، وعمل فيها بغير عمل صاحبه.