[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]
  رسول الله ÷، ولا تأويل من كتاب الله، إلا رأي توخَّاه، هو فيه مفارق لرأي صاحبه، جعلها بين ستة ووضع عليهم أمراء أمرهم إن هم اختلفوا أن يقتل الأقل من الفئتين، وصغروا من أمرهم ما عظم الله، وصاروا سبباً لولاة السوء، وسدت عليهم أبواب التوبة، واشتملت عليهم النار بما فيها، والله جل ثناؤه بالمرصاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
  وحكايته # لجواب يحيى بن عبدالله(١) # لهارون(٢)، الذي منه قوله: (وإن أعش فمدرك ثأري، داعياً إلى الله سبحانه على(٣) سبيل رشاد أنا ومن اتبعني، نسلك قصد من سلف(٤) من آبائي وإخوتي وإخواني، القائمين بالقسط،
(١) الإمام يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، الثائر المظلوم. دعا # بعد قتل الإمام الحسين بن علي الفخي، وكان في الوقعة التي قتل فيها، وأصيب بثمان وسبعين نشابة استقرت في درعه. وخرج # بعدها إلى اليمن، وأقام في صنعاء شهوراً، وأخذوا عنه علماً كثيراً. وجال في البلدان، فدخل السودان، ووصل إلى بلاد الترك فتلقاه ملكها بأعظم ما يكون من الإكرام وأسلم على يده سراً. وبث دعاته في الآفاق، فبايعه مائة ألف من المسلمين فيهم الفقهاء والعلماء؛ فخرج # إلى بلاد الديلم واستقر بها عند ملكها جستان ووافاه من المائة الألف سبعون رجلاً. واحتال هارون الغوي وأبا البختري بالأيمان والمواثيق المؤكدة والعهود المشددة وشهادة علماء السوء على أن يحيى بن عبدالله # عبد أبق لهارون الرشيد، واغتر جستان بهؤلاء فسلمه لهارون الغوي. واستشهد # داخل السجن في ولاية هارون الغوي سنة (١٨٠ هـ)، وذكر الإمام المهدي أنه توفي عام (١٧٥ هـ)، وهناك اختلاف في كيفية استشهاده ~.
(٢) هو أبو جعفر هارون بن محمد بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، الملقب هارون الرشيد، وليس رشيداً بل غوياً. ولد سنة (١٤٦ هـ)، وولي الخلافة سنة (١٧٠ هـ)، وتوجه إلى خراسان ومعه المأمون سنة (١٩٢ هـ)، حتى قدم الرس فمرض بها ومات لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة (١٩٣ هـ)، وله سبع وأربعون سنة، وكانت مدة ولايته ثلاثاً وعشرين سنة وشهرين وسبعة عشر يوماً. وكان جباراً غشوماً، وظالماً سفاكاً للدماء، ومجاهراً بالفسق والعصيان، نالت منه العترة الطاهرة الأذى الشديد، وقتل منهم في ولايته الإمام يحيى بن عبدالله وأخوه الإمام إدريس بن عبدالله دس إليه سماً، وعبدالله بن الحسن الأفطس وغيرهم.
(٣) في (ب): إلى.
(٤) كذا في (نخ) والشافي وهداية الراغبين واللآلئ المضيئة وأخبار فخ ويحيى بن عبدالله والتحف، وفي (نخ): سلك، وما.