[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]
  التي منها قوله: (أصل التأويل أول الخبال، والاختلاف في الأئمة أول الضلال، والاعتماد على غير العترة أول الوبال، أصل العلم مع السؤال، وأصل الجهل مع الجدال، العالم في غير علمنا، كالجاهل بحقنا، الراغب في عدونا كالزاهد فينا، المحسن إلى عدونا كالمسيء إلينا، الشاكر لعدونا كالذام لنا، المتعرض لنحلتنا كالعادي علينا، معارضنا في التأويل كمعارض جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يسترع كالمضيع لما استرعي، القائم بما لم يُسْتَأمن عليه كالمتعدي فيما استحفظ، الخاذل لنا كالمعين علينا، المتخلف عن داعينا كالمجيب لعدونا، معارضنا في الحكم كالحاكم بغير الحق، المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين، هاهنا أصل الفتنة يا جماعة الشيعة.
  قال الإمام # وأقول صدق ~ إن أصل الفتنة التفريق بين العترة $.
  وحكايته # لكلام الحسين بن القاسم العياني(١) # الذي منه بعد استدلاله على حصر الإمامة من جهة العقل قوله: فمن هاهنا وجب أن تكون
= خثعم، وأنفذ رسله إلى اليمن سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، فأجابوه في عصر الإمام الداعي إلى الله يوسف، وكان بينهما من المعاونة على إقامة الدين وإحياء سنن المرسلين ما يشفي الصدور. وله مؤلفات عديدة، منها: كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله، وكتاب التوحيد، وكتاب التجريد، وكتاب التنبيه. توفي # سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وقبره بعيان ببلاد سفيان مشهور مزور.
(١) هو الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي بن عبدالله بن محمد بن الإمام القاسم بن إبراهيم $. مولده سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ودعا الأمة إلى طاعة الله بعد وفاة أبيه، وكان من كبار علماء آل الرسول، وله آثار جمة وعلوم غزيرة، وانتفع بعلومه الأئمة. بلغ في العلم مبلغاً تحتار منه الأفكار وتبتهر فيه الأبصار على صغر سنه، فلم يكن عمره يوم قيامه بالدعوة إلى الله إلا سبع عشرة سنة، وقد نسب إليه كثير من الجهال الأقوال الباطلة التي نزهه الأئمة الأطهار عنها، ونزه نفسه بأقواله # وهو مبين في كتاب من هذا المجموع نفع الله به. وبلغت مؤلفاته # ألف وثلاثة وسبعين مؤلف، منها: كتاب مهج الحكمة، وكتاب الرد على أهل التقليد والنفاق، وكتاب الرد على الدعي، وكتاب الرحمة، وكتاب التوفيق والتسديد، وكتاب شواهد الصنع، وكتاب الدامغ، وكتاب الأسرار، وكتاب الرد على الملحدين، وكتاب نبأ الحكمة. وقتل # في وادي عرار سنة أربع وأربعمائة، وله نيف وعشرون سنة، مشهده بريدة مشهور مزور، أحرق الله قاتله بالنار.