[الفصل الرابع: في ذكر جملة من أقوال فضلاء العترة في معنى ذلك]
  الإمامة في أهل بيت معروفين، وبالفضل والشرف مخصوصين.
  وأما في الكتاب فقول الله سبحانه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ٣٣}[الأحزاب]، وقوله سبحانه لنبيه ÷: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[الشورى: ٢٣]، فافترض سبحانه مودة ذوي القربى من رسوله؛ فيا أيها الأمة الضالة عن سبيل رشدها، الجاهدة في هلاك أنفسها، أمرتم بمودة آل النبي - صلى الله عليه وعليهم - أم فرض عليكم مودة تيم وعدي؟ ومن الذي أذهب الله عنهم الرجس إلا الذين أمرتم بمودتهم من ذوي القربى من آل نبيكم.
  فهذه بحمد الله حجج واضحة منيرة لا تطفى، وشواهد مشهورة لا تخفى، إلا على مكابر عمي، أو شيطان غوي، قد كابر(١) عقله، ورفض لبه).
  قال الإمام #: هذا كلامه ~، وقد تقدم ما ذكرنا في ذلك من كلام الله سبحانه، وكلام رسوله ÷، وأقوال أولاده الأئمة السابقين عليهم سلام رب العالمين، وتركنا من ذلك الأكثر؛ لعلمنا أن في دون ما أوردناه كفاية لمن نظر بعين البصيرة، وانقاد لحكم الضرورة.
  وحكايته # عن الإمام أبي الفتح بن الحسين الديلمي(٢) # أنه قال في
(١) في (ب): قد كابر حكم عقله.
(٢) هو الإمام أبو الفتح الديلمي الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $. قيامه # في الديلم سنة ثلاثين وأربعمائة، وكان من أعلام الأئمة وشموس الأمة ودعا إلى الله في الديلم، ثم خرج إلى أرض اليمن فاستولى على أكثر بلاد مذحج وهمدان وخولان وانقادت له العرب، وحارب الجنود الظالمة من المتمردة والقرامطة. وكان له من الفضل ما لم يكن لأحد من أهل عصره، ولم يزل قائماً بأمر الله سبحانه وتعالى حتى أتاه اليقين، وقد فاز بفضل الأئمة السابقين. توفي # شهيداً سنة نيف وأربعين أو خمسين وأربعمائة بردمان بأرض مذحج في الوقعة المشهورة التي بينه وبين علي بن محمد الصليحي قائد الباطنية، واستشهد معه نيف وسبعون من أصحابه، وقبره بذمار. وله من المؤلفات: كتاب البرهان في تفسير القرآن - أربعة أجزاء - جمع فيه أنواع العلوم، والرسالة المبهجة في الرد على الفرقة الضالة المتلجلجة [أراد المطرفية].